. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فعلى الأول: يُحمل (وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ) على التابعين الذين لم يلحقوا النبي صلوات الله عليه، كما روى محيي السنة عن بعضهم: هم الذين سلكوا سبيل الصحابة في الإيمان والهجرة والنصرة إلى يوم القيامة.

وعلى الثاني: يحمل على الصحابة الذين لم تحصل لهم تلك المزايا والفضائل، روى محيي السنة أيضاً: هم بقية المهاجرين والأنصار سوى السابقين الأولين.

وروى ابن عبد البر في "الاستيعاب" عن الحسن قال: "حضر الناس باب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب وأولئك الشيوخ من قريش، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر، كصهيب وبلال، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد، ونحن جلوس لا يلتفت إلينا! فقال سهيل: أيها القوم، إني - والله -قد أرى الذي في وجوهكم، فإن كنتم غضاباً فاغضبوا على أنفسكم، دُعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل اشد عليكم فوتاً من بابكم هذا الذي تنافستم فيه، ثم قال: أيها القوم، إن هؤلاء القوم قد سبقوكم بما ترون، ولا سبيل لكم إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله أن يرزقكم شهادة، ثم نفض ثوبه، فقام ولحق بالشام". فقال الحسن: "ويا له من رجل ما كان أعقله! وصدق والله، لا يجعل الله عبداً أسرع إليه كعبد أبطأ عنه". ولأن عمر رضي الله عنه كان يقدمهم في العطاء.

وهذا القول أظهر من الأول، وأجرى على تأليف النظم.

قال أبو البقاء: " (َالسَّابِقُونَ) يجوز أن يكون معطوفاً على قوله: (مَنْ يُؤْمِنُ) [التوبة: 99]، أي: ومنهم السابقون، ويجوز أن يكون مبتدأ، وفي الخبر ثلاثة أوجه: أحدها: (الأَوَّلُونَ)،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015