(وَمَساكِنَ طَيِّبَةً): عن الحسن: قصوراً من اللؤلؤ والياقوت الأحمر والزبرجد، و (عَدْنٍ) علم، بدليل قوله: (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ) [مريم: 61]، ويدل عليه ما روى أبو الدرداء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "عدن: دار الله التي لم ترها عين، ولم تخطر على قلب بشر، لا يسكنها غير ثلاثة: النبيون، والصدّيقون، والشهداء، يقول الله تعالى: طوبى لمن دخلك"، وقيل: هي مدينة في الجنة، وقيل: نهر جناته على حافاته.
(وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ): وشيء من رضوان الله أكبر من ذلك كله، لأنّ رضاه هو سبب كل فوز وسعادة، ولأنهم ينالون برضاه عنهم تعظيمه وكرامته، والكرامة أكبر أصناف الثواب، ولأن العبد إذا علم أن مولاه راض عنه فهو أكبر في نفسه مما وراءه من النعم، وإنما تتهنأ له برضاه، كما إذا علم بسخطته تنغصت عليه، ولم يجد لها لذة وإن عظمت.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (بدليل قوله: (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ) [مريم: 61]: أي: بدليل وصفها بالمعرفة.
قوله: (وشيء من رضوان الله أكبر): قال صاحب "المفتاح": "قال: (وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ) دون أن يقول: ورضوان الله أكبر، قصداً إلى إفادة: قدر يسير من رضوانه خير من ذلك كله".
الراغب: "رضي يرضى رضاً فهو مرضى ومرضو، رضا العبد عن الله: أن لا يكره ما يجري به قضاؤه، ورضا الله عن العبد: هو أن يراه مؤتمراً لأمره، ومنتهياً عن نهيه. والرضوان: الرضا الكثير، ولما كان أعظم الرضا رضا الله خُص لفظ "الرضوان" في القرآن بما كان من الله تعالى".
قوله: (تتهنأ له): الضمير الفاعل راجع إلى "النعم"، أي: إنما يمرى النعيم والتطيب للعبد بواسطة رضاه وعلمه أنه تعالى راض عنه.