كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال صلوات الله عليه وسلامه "ويلك إن لم أعدل فمن يعدل؟ "، وقيل: هو أبو الجواظ، من المنافقين، قال: ألا ترون إلى صاحبكم، إنما يقسم صدقاتكم في رعاة الغنم، وهو يزعم أنه يعدل! ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا أبالك، أما كان موسى راعياً؟ أما كان داود راعياً؟ ! "، فلما ذهب قال عليه الصلاة والسلام "احذروا هذا وأصحابه، فإنهم منافقون".
وقرئ: "يلمزك" بالضم، و"يلمزك"، و"يلامزك"؛ التثقيل والبناء على "المفاعلة" مبالغة في اللمز.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يُوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر إلى نضيه فلا يُوجد فيه شيء، وهو القدح، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شيء، سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة"- وفي رواية: "إحدى يديه مثل البضعة تدردر"- "يخرجون على حين فرقة من الناس".
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشهد أن علياً رضي الله عنه قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتمس فوجد، فأتي به، حتى نظرت إليه على نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نعت، فنزلت فيهم: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ).
قوله: (هو أبو الجواظ)، النهاية: "الجواظ: الجموع المنوع، وقيل: كثير اللحم المختال في مشيته، وقيل: القصير البطين".