كما في "غرقئ".

(قاتَلَهُمُ اللَّهُ) أي: هم أحقاء بأن يقال لهم هذا؛ تعجباً من شناعة قولهم، كما يقال لقوم ركبوا شنعاء: قاتلهم الله، ما أعجب فعلهم! (أَنَّى يُؤْفَكُونَ) كيف يصرفون عن الحق؟

[(اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَما أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً واحِداً لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) 31]

اتخاذهم أربابًا: أنهم أطاعوهم في الأمر بالمعاصي، وتحليل ما حرم الله، وتحريم ما حلله، كما يُطاع الأرباب في أوامرهم، ونحوه تسمية أتباع الشيطان فيما يوسوس به: عباده، (بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الجِنَّ) [سبأ: 41]، (يا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطانَ) [مريم: 44].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لأن "ضهيأ" همزتها أصلية، ويجوز أن تكون الواو بمعنى "أو"، وقيل: جاء بقوله: "فعيل" لمجرد الوزن لا لبيان الأصل.

وقال الزجاج: "و"ضهيأ": فعلأ، الهمزة زائدة، ما زيدت في "شمأل" و"غرقئ"، ولا نعلم زيادة الهمزة غير أول إلا في هذه الأشياء، ويجوز أن تكون "فعيل"، وإن كانت بنية ليس لها في الكلام نظير، فإنا قد نعرف كثيراً مما لا يأتي له نظير، من ذلك قولهم: كنهبل، وهو الشجر العظام، وتقديره: فنعلل، وكذلك: قرنفل، وتقديره: فنعلل، ويجوز أن يكون (يُضَاهِئُونَ) من هذا بالهمز، وتكون همزة "ضهيأ" أصلاً".

قوله: (كما في غرقئ): قال الفراء: همزته زائدة، لأنه من الغرق، وهو قشر البيض الذي تحت القيض، والقيض: ما يعلق من قشور البيض الأعلى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015