وإما أموالكم"، قالوا: ما كنا نعدل بالأحساب شيئًا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إن هؤلاء جاءوا مسلمين، وإنا خيرناهم بين الذراري والأموال، فلم يعدلوا بالأحساب شيئًا، فمن كان بيده شيء وطابت نفسه أن يردّه فشأنه، ومن لا فليعطنا وليكن قرضا علينا، حتى نصيب شيئا، فنعطيه مكانه"، قالوا: رضينا وسلمنا، فقال: "إني لا أدرى، لعل فيكم من لا يرضى، فمروا عرفاءكم فليرفعوا ذلك إلينا"، فرفعت إليه العرفاء أن قد رضوا.
[(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) 28]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (ما كنا نعدل بالأحساب شيئاً): الأساس: "فلان لا حسب له ولا نسب، وهو ما يحسبه ويعده من مفاخر آبائه". روينا عن البخاري وأبي داود والنسائي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اختاروا من أموالكم أو من نسائكم"، فقالوا: بل نختار نساءنا. وفي "النهاية": "قال لهم: "اختاروا إحدى الطائفتين؛ إما الأموال وإما السبي"، فقالوا: أما إذا خيرتنا بين الأموال والحسب.، فإنا نختار الحسب، فاختاروا أبناءهم ونساءهم: أرادوا أن فكاك الأسرى وإيثاره على استرجاع المال حسب وفعال حسن، فهو بالاختيار أجدر".