ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ.

وتعليم، ولو أسمعهم بعد أن علم الله أن لا خير فيهم لم ينتفعوا بها وتولوا وهم معرضون"، وحاصل الكلامين أن "لو" الثانية مجاز لمجرد الاستلزام، لا لامتناع الشيء لامتناع غيره.

قال أبو البقاء: لو: في قوله تعالى: (لَوْ عَلِمَ) إلى آخره كـ"لو" في قول عمر رضي الله عنه: "نعم العبد صهيب، لو لم يخف الله لم يعصه": تفيد المبالغة، وهو أنه لو لم يكن عنده خوف لما عصى الله، فكيف يعصي وعنده خوفه؟ ولو لم يرد المبالغة لكان معناه: أنه يعصي الله لأنه يخافه.

وقال صاحب "الانتصاف" على كلام المصنف: "إطلاق أن اللطف يحصل من الله للعبد ولا ينفعه: قبحي مردود، فاللطف عندنا: أن يخلق في قلبه قبولا لحق والإصغاء له، وهذه عقيدة أهل الحق، ولو بُحث معه على مذهبه لم يستقم قوله: "ولو علم الله فهيم خيراً للطف بهم، ولو لطف لتولوا"، فيلزم توليهم على تقدير علم الله الخير، فيجب أن يُجعل الإسماع الواقع جواباً لـ (لوْ) غير الإسماع الواقع شرطاً للثاني، أي: ولو علم الله فيهم خبراً لأسمعهم إسماعاً يحصل لهم به الهدى والقبول، ولو أسمعهم لا على ان يخلق لهم الهدى إسماعاً مجرداً لتولوا وهم معرضون".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015