. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقال الشيخ شهاب الدين التوربشتي: وقد ذهب كثير من أهل العلم إلى أن المراد من الآية توليد بعضهم من بعض، على مر الزمان، ولو أريد استخراج الذرية من صلب آدم دفعةً واحدة، لكان من حق القول أن يقول: وإذ أخذ ربك من ظهر آدم ذريته.

فإن قيل: بيان الآية في الحديث خلاف ما ذهبوا إليه، فلهم أن يقولوا: إنما تركوا ظاهر الآية بالحديث، سيما في مثل هذه القضية التي هي إخبار عن الغيب، إذا كان الحديث المبين للآية حديثاً صحيحاً، يجب به العلم. وهذا الحديث، وإن كان حديثاً حسناً، فإنه من جملة الآحاد، فلا يترك ظاهر الكتاب بمثل هذا الحديث.

مما يمكننا من التوفيق بين الآية والحديث هو أن نقول: إنما اقتصر في الحديث على ذكر آدم، دون الذرية، لأنه هو الأصل، فاكتفى بذكر الأصل عن الفرع.

فإن قيل: فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة" إلى تمام الحديث وهو حديث صحيح، فلم ذهبتم في حديث عمر رضي الله عنه إلى التأويل الذي ذكرتموه؟

فالجواب: أن حديث أبي هريرة رضي الله عنه لا تعلق له بالآية، ولم يذكر فيه حديث الميثاق والإشهاد، وإنما ذكر فيه أن الله تعالى مثل لآدم ذريته، وعرضهم عليه. وهذا غير ذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015