[(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَاتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَاتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ* وَإِذْ قالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ* فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ* فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ)].

(وَسَلْهُمْ): وسل اليهود، وقرئ: (واسألهم)، وهذا السؤال معناه التقرير والتقريع بقديم كفرهم وتجاوزهم حدود الله، والإعلام بأنّ هذا من علومهم التي لا تعلم إلا بكتابٍ أو وحي، فإذا أعلمهم به من لم يقرأ كتابهم، علم أنه من جهة الوحي. ونظيره همزة الاستفهام التي يراد بها التقرير في قولك: "أعدوتم في السبت؟ ".

والقربة: أيلة. وقيل: مدين. وقيل: طبرية. والعرب تسمى المدينة قرية.

وعن أبي عمرو بن العلاء: ما رأيت قرويين أفصح من الحسن والحجاج، ........

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (وسلهم)، ابن كثير والكسائي.

قوله: (ونظيره همزة الاستفهام التي يراد بها التقرير): أي: ونظير السؤال في قوله: (وسئلهم) للتقرير والتقريع، قولك ابتداءً: "أعدوتم في السبت؟ " كما أن معنى الهمزة هاهنا للتقرير والتقريع، كذلك السؤال.

قال الزجاج: "السؤال على ضربين: أن تسأل عما لا تعلم لتعلم، وأن تسأل على وجه التقرير، فتقول: أنت فعلت كذا؟ لما فعله، وهو يعلم أنك تعلمه، وإنما تسأله لتقرره وتوبخه، أمر الله تعالى نبيه أن يسأل أهل الكتاب عن أهل هذه القرية، وقد أخبره الله تعالى بقصتها، ليقررهم بقديم كفرهم، وأن يعلمهم بما لا يعلم إلا بكتابٍ أو وحي".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015