لأنه لا يقدر على الإحياء والإماتة غيره، (وَكَلِماتِهِ): وما أنزل عليه وعلى من تقدّمه من الرسل من كتبه ووحيه- وقرئ: "وكلمته" على الإفراد، وهي القرآن-، أو أراد جنس ما كلم به. وعن مجاهد: أراد عيسى بن مريم.

وقيل: هي الكلمة التي تكوَّنَ منها عيسى وجميع خلقه، وهي قوله: "كُنْ"، وإنما قيل: إن عيسى كلمة الله، فخُص بهذا الاسم، لأنه لم يكن لكونه سببٌ غير الكلمة، ولم يكن من نُطفةٍ تمنى، (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ): إرادة أن تهتدوا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (وعن مجاهد: أراد عيسى ابن مريم): روينا عن البخاري عن عبادة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة، على ما كان من العمل".

وقلت: إن القول بأن عيسى كلمة الله على ما هو عليه، مختص بالمسلم لا غير.

قال القاضي: "أريد بالكلمة عيسى تعريضاً باليهود، وتنبيهاً على أن من لم يؤمن به لم يعتبر إيمانه.

قوله: (إرادة أن تهتدوا): قال القاضي: "جعل رجاء الاهتداء أثر الأمرين، تنبيهاً على أن من صدقه، ولم يتابعه بالتزام شرعه، فهو يعد في خطط الضلالة".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015