. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صاحب الجمل: صاحب العقل؛ لأن العقل عندهم عبارة عن علوم هي جمل ضرورية، فقيل: هي اثنا عشر، وقيل: هي أربعة، هي: النفي والإثبات لا يجتمعان ولا يرتفعان، والكل أعظم من الجزء، والشيئان المساويان لشيء واحدٍ متساويان، والشيء الواحد في زمانٍ واحدٍ لا يكون في مكانين.
أراد بالشيخين أبا علي الجبائي، وابنه أبا هاشم.
قال في "الانتصاف": "وقد صح أن الرؤية لا تستلزم الجسمية، وأما قناعته في تفضيله عليه السلام برجحانه على المذكورين من المبتدعين، فهو غض عن منصبه العلي".
قال الإمام: "هذا كله باطل، لأن الذين طلبوا الرؤية إما أن يكونوا مؤمنين بموسى ونبوته وصدقه، وكان يكفيهم قول موسى: هذا السؤال غير جائز، وإن لم يكونوا فلن ينتفعوا بهذا الجواب. وأيضاً، لو كان السؤال طلباً للمحال لمنعهم عنه، كما منعهم عن سؤالهم: (اجْعَل لَّنَا إلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) بقوله: (إنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ). وكيف وهذا عندهم أصعب، لأن طلب الرؤية مع استحالته جهل في ذات الله، بإثبات صفةٍ تقتضي نقصاً في ذاته، وطلب اتخاذ العجل جهل في غير الله، باستحقاقه العبادة له. وأيضاً، كان يجب عليه إقامة الدلائل القاطعة على نفي الرؤية. وكيف يظن أنه ترك ما كان واجباً عليه، وطلب ما كان محظوراً بقول بعض الجهال وأنه من أولي العزم".