و (من آية): تبيين لـ (مهما). والضميران في (بِهِ) و (بِها) راجعان إلى (مهما)، إلا أنّ أحدهما ذكر على اللفظ، والثاني أُنث على المعنى، لأنه في معنى الآية، ونحوه قول زهير:

ومهما يكن عند امرئ من خليقةٍ ... وإن خالها تخفى على النّاس تعلم

وهذه الكلمة في عداد الكلمات التي يُحرفها من لا يد له في علم العربية، فيضعها غير موضعها، ويحسب "مهما" بمعنى: متى ما، ويقول مهما جئتني أعطيتك، وهذا من وضعه، وليس من كلام واضع العربية في شيء، .......

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قوله: (أحدهما ذكر على اللفظ، والثاني أنث على المعنى) قالوا: اللطيفة فيه: هي أن الضمير الأول لما عاد إلى (مهما) - ولفظه مذكر - ذكر، والضمير الثاني إنما رجع إليه بعدما بين بقوله تعالى: (من أيةٍ)، فأنث بهذا الاعتبار.

قوله: (ومهما يكن عند امرئٍ من خليقةٍ) البيت، والخلق والخليقة واحد. والشاعر ذكر الضمير في "يكن" حملاً على لفظ "مهما"، وأنث في الباقي حملاً على المعنى، لأنه في معنى الخليقة. ومعنى البيت ظاهر.

قوله: (ويحسب "مهما" بمعنى: متى ما، ويقول: مهما جئتني أعطيتك ... ، وليس من وضع العربية في شيء): ألا ترى إلى قوله تعالى: (مهما تأتنا به) فإنه ينادي بأن المراد: ما تأتنا به، لا: متى تأتنا، والهاء في (به): مفعول به، لا مفعول فيه، ولو كان مفعولاً فيه لذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015