كأنه قيل: يفسدوا، كما قرئ: (وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون: 10]، كأنه قيل: "أصدّق". وقرأ أنسٌ رضي الله عنه: "ونذرك"، بالنون والنصب، أي: يصرفنا عن عبادتك فنذرها. وقرئ: "ويذرك وإلاهتك"، أي: عبادتك.
وروي أنهم قالوا له ذلك، لأنه وافق السحرة على الإيمان ستمائة ألف نفس،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ..
موسى وعادته تركك وآلهتك؟ فلابد من تقدير "هو" ليدل على الدوام.
وأما الحال فكذلك لأن "يذرك" مضارع، لا يجوز مجيء الواو معه، فتقدر الجملة أسمية، ليصح دخولها عليه. والحال مقدرة لجهة الإشكال.
قوله: (كأنه قيل: يفسدوا): يعني: لو لم يكن في (ليفسدوا) اللام، لكان يجوز فيه الجزم على أنه جواب الاستفهام، بإضمار "إن" الشرطية، فيقدر كأنه ليس فيه اللام، كما في قوله: (وأكن).
قال ابن جني: "أما إسكان "يذرك". فهو كقراءة أبي عمرو: "إن الله يأمركم" بإسكان الراء، استثقالاً للضمة على توالي الحركات، ولم يسكن (يأمرهم) [الأعراف: 157] لخفاء الهاء وخفتها، بخلاف الكاف لثقلها وإظهارها".
قوله: (وإلاهتك): قال ابن جني: "قرأها علي وابن عباس والحسن رضي الله عنهم أي: عبادتك منه سميت الشمس: إلاهة، لأنهم كانوا يعبدونها".
قوله: (وروي أنهم قالوا له ذلك) عطف على قوله: "إلى ما دعوه فساداً" من حيث المعنى،