كأنهنّ مأمورات بذلك. وقرئ: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات) بالرفع.
ولما ذكر أنه خلقهنّ مسخراتٍ بأمره، قال: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)، أي: هو الذي خلق الأشياء كلها، وهو الذي صرفها على حسب إرادته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وقرئ: "والشمس والقمر والنجوم مسخرات" بالرفع): ابن عامر، والباقون بالنصب.
قوله: (ولما ذكر أنه خلقهن مسخرات بأمره قال: (ألا له الخلق والأمر))، يعني: هذه الآية كالتذييل للكلام السابق. واللام في (الخلق) و (الأمر) للجنس، فيدخل في (الخلق) قوله: (خلق السموات والأرض) وفي (الأمر) قوله: (مسخرات بأمره). وإلى الأول الإشارة بقوله: "هو الذي خلق الأشياء". وإلى الثاني بقوله: "وهو الذي صرفها على إرادته".
وأما توجيه النظم فهو ما ذكره القاضي، قال: " (تبارك الله رب العالمين) معناه: تعالى بالوحدانية في الإلوهية، وتعظم بالتفرد في الربوبية".
وتحقيق الآية - والله أعلم - أن الكفرة كانوا متخذين أرباباً، فبين لهم أن المستحق للربوبية واحد، وهو الله تعالى؛ لأنه الذي له الخلق والأمر، فإنه تعالى خلق العالم على ترتيب قويم، وتدبيرٍ حكيم، فأبدع الأفلاك، ثم زينها بالكواكب، كما أشار إليه بقوله: (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) [فصلت: 12]، وعمد إلى إيجاد الأجرام السفلية، فخلق جسماً قابلاً للصور المتبدلة، والهيئات المختلفة، ثم قسمها بصورٍ مختلفة، متضادة الآثار والأفعال. وأشار