وقرئ: (دارست)، أي: دارست العلماء، و (درست) بمعنى: قدّمت هذه الآيات وعفت، كما قالوا: أساطير الأولين، و"درست" بضم الراء، مبالغة في "درست"، أي: اشتدّ دروسها. و"درست" - على البناء للمفعول - بمعنى: قرئت أو عفيت، و (دارست) وفسروها بـ: دارست اليهود محمداً صلى الله عليه وسلم، وجاز الإضمار، لأن الشهرة بالدراسة كانت لليهود عندهم، ويجوز أن يكون الفعل للآيات، وهو لأهلها، أي: دارس أهل الآيات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وقرئ: "دارست"): ابن كثير وأبو عمرو. و"درست": ابن عامر ويعقوب.
قوله: (أي: اشتد دروسها)، لأن "فعل"، من أوزان أفعال الطبائع والغرائز، ولا شك في إثباتها وتمكنها.
قوله: (بمعنى: قرئت)، أي: قرأها النبي صلي الله عليه وسلم، كما قالوا: تعلمت من يسار وحبر، وكانا عبدين من سبي الروم.
قوله: (و"دارست"): أي: وقرئ: "ودارست".
قال ابن جني: "رويت عن الحسن: "درست"، وعن ابن مسعود، وأبي: "درس". وأما "درست" ففيه ضمير الآيات، أي: وليقولوا: درستها أنت يا محمد، كقراءة العامة: "دارست". ويجوز أن يكون "درست"، أي: عفت وتنوسيت، كقوله تعالى: (أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ) [الأنعام: 25].