. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما الاستغراق: فيفيد أن جميع الأبصار لا تدركه، ودليل الخطاب - على ما قاله الإمام - يفيد أن البعض يدركه.

وأما العهد: فأريد بها أبصار الكفار، على ما روى محيي السنة عن مالك: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعير الكفار بالحجاب.

وأما الجنس: فهو أن البصر: ما يعلمه كل أحد أنه ما هو، وهي حاسة النظر، فلا شك أن الحاسة على ما هي الآن لا تدركه، وأما إذا طهرها الله من الكدورات، وأحدث فيها بلطفه ما يستعين به العبد على رؤية الله تعالى في دار الثواب، كما أراده، ويليق بحاله، بحيث لا تدركه الأذهان، فأي بعدٍ منه؟ !

نقل الإمام عن ضرار بن عمرو أن الله تعالى لا يرى بالعين، وإنما يرى بحاسة سادسة يخلقها الله تعالى يوم القيامة، بها تحصل رؤية الله وإدراكه.

وروى محيي السنة عن ابن عباس ومقاتل: (لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) في الدنيا، وهو يرى في الآخرة (وهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ)، ولا يخفى عليه شيء ولا يفوته".

وقال الواحدي: "والدليل على أن هذه الآية مخصوصة بالدنيا قوله: (وجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22 - 23]، فقيد النظر إليه بيوم القيامة، وأطلق في هذه الآية، والمطلق يحمل على المقيد".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015