وأنه من أجلّ النعم وأجزل القسم. وقرئ «فتحنا» بالتشديد.
[(قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَاتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ)].
(إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ) بأن يصمكم ويعميكم، (وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ) بأن يغطي عليها ما يذهب عنده فهمكم وعقلكم (يَاتِيكُمْ بِهِ) أي: يأتيكم بذاك، إجراءً للضمير مجرى اسم الإشارة ........
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أدناسهم، مدح نفسه المقدسة بالقهارية والعظمة. فالرب على هذا بمعنى المالك. فالمعنى: الحمد لله الملك القهار، الذي له الكبرياء والعظمة، وله التصرف في ملكه كيف شاء.
وهذا أحرى في الإيراد، لأن قوله: {والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ {مجرى على ظاهر الإخبار. فيكون قوله: {ولَقَدْ أَرْسَلْنَا {إلى آخر {والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ {، على التقديرين، معترضاً بين قوله: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ {، وقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ {، مؤكداً لمضمون معنى الكلامين.
قوله: (وقرئ: "فتحنا" بالتشديد): ابن عامر. والباقون: بالتخفيف.
قوله: (إجراء للضمير مجرى اسم الإشارة)، نحو قول رؤبة:
فيها خطوط من سوادٍ وبلق ... كأنه في الجلد توليع البهق