وهو خلفٌ من القول، ومتعلق الاستخبار محذوف، تقديره: (إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ) من تدعون؟ ثم بكتهم بقوله: (أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ) بمعنى: أتخصون آلهتكم بالدعوة فيما هو عادتكم إذا أصابكم ضرّ، أم تدعون الله دونها؟

(بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ): بل تخصونه بالدعاء دون الآلهة، (فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إِلَيْهِ) أي: ما تدعونه إلى كشفه (إِنْ شاءَ) إن أراد أن يتفضل عليكم ولم يكن مفسدة (وَتَنْسَوْنَ ما تُشْرِكُونَ): وتتركون آلهتكم، ولا تذكرونها في ذلك الوقت، لأنّ أذهانكم مغمورة بذكر ربكم وحده، إذ هو القادر على كشف الضر دون غيره. ويجوز أن يتعلق الاستخبار بقوله: (أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ) كأنه قيل: أرأيتكم أغير الله تدعون إن أتاكم عذاب الله؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعدت إلى الكاف وإلى "زيد"، فصار لها اسمان، والمعنى: أرأيت نفسك زيداً ما حاله؟ وهذا محال. والذي يعتمد عليه أن الكاف زائدة لا موضع لها، والمعنى: أرأيت زيداً ما حاله؟ والكاف لبيان الخطاب، وهي المعتمد عليها في الخطاب، فتقول للمؤنث: أرأيتك زيداً ما حاله؟ بفتح التاء على أصل خطاب المذكر، وبكسر الكاف، لأنها صارت مبينة للخطاب. أرأيتكما، وأرأيتكم، وأرأيتكن زيداً ما حاله؟ فتوحد التاء فيها. فإن عديت الفاعل إلى المفعول في هذا الباب، صارت الكاف مفعوله. تقول: أرايتني عالماً بفلان؟ أرأيتك، أرأيتكما، وأرأيتكم عالماً وعالمين وعالمين بفلان؟ ".

قوله: (خلف من القول) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام، الجوهري: يقال في خلف القول: سكت ألفاً ونطقت خلفاً، أي: رديئاً.

قوله: (وتتركون آلهتكم، أو لا تذكرونها في ذلك الوقت، لأن أذهانكم مغمورة بذكر ربكم). نقل الإمام "أن بعض الزنادقة - خذلهم الله - أنكر الصانع عند جعفر الصادق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015