ومن ثم روي عن ابن عباس ما روي: من أن توبة قاتل المؤمن عمداً غير مقبولة. وعن سفيان: كان أهل العلم إذا سئلوا قالوا: لا توبة له، وذلك محمولٌ منهم على الاقتداء بسنة اللَّه في التغليظ والتشديد، وإلا فكل ذنبٍ ممحو بالتوبة، وناهيك بمحو الشرك دليلاً. وفي الحديث: «لزوال الدنيا أهون على اللَّه من قتل امرئ مسلم». وفيه: «لو أن رجلاً قتل بالمشرق وآخر رضي بالمغرب لأشرك في دمه». وفيه: «إن هذا الإنسان بنيان اللَّه، ملعون من هدم بنيانه». وفيه «من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بَرِقَ الْبَصَرُ} [القيامة: 7] وتصور من البرق ما يظهر من تخويفه فقيل: برق فلان وأبرق: إذا تهدد.

قوله: (عن ابن عباس: أن توبة قاتل المؤمن عمداً غير مقبولة)، هو ما روينا عن الترمذي وابن ماجه والنسائي، عن ابن عباس، أنه سئل عن من قتل مؤمناً متعمدا ًثم تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى، فقال ابن عباس: فأنى له التوبة وقد سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: "يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول: أي رب، سل هذا: فيم قتلني؟ " في قوله: "نبيكم" توبيخ للسائل.

قوله: (لزوال الدنيا) الحديث رواه الترمذي وأبو داود، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قوله: (بشطر كلمة) الحديث أخرجه ابن ماجه، عن أبي هريرة رضي الله عنه،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015