(وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ) من النفاق، وبما يجرى بعضهم مع بعض من ذمّ المؤمنين، وتجهيلهم، وتخطئة رأيهم والشماتة بهم، وغير ذلك؛ لأنكم تعلمون بعض ذلك علماً مجملًا بأمارات، وأنا أعلم كله علم إحاطة بتفاصيله وكيفياته.
(الَّذِينَ قالُوا) في إعرابه أوجه: أن يكون نصباً على الذمّ، أو على الردّ على (الذين نافقوا)، أو رفعا على: هم (الذين قالوا)، أو على الإبدال من واو (يكتمون)، ويجوز أن يكون مجروراً بدلا من الضمير في (بأفواههم) ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والترقوة: العظم الذي بين نقرة النحر والعاتق، وذلك أن الهمزة والهاء مخرجهما من أقصى الحلق قريب من الترقوة. والرمية: الصيد المرمي، يقال: بئس الرمية الأرنب، أي: بئس الشيء مما يرمى الأرنب، وإنما جاءت بالهاء لأنها صارت في عداد الأسماء.
قوله: (وأنا أعلم كله علم إحاطة بتفاصيله وكيفياته). هذا معتقد المحقين المحققين دون مذهب المبطلين المذممين، فإنهم ينسبون العلم المجمل إلى الله تعالى والمفصل إلى المخلوقين.
قوله: (أو على الرد) أي: البدلية، وإنما قال: "على الرد"؛ لأنه أتبع إعرابه إعراب ذلك، وهو منصوب على أنه مفعول (وَلِيَعْلَمَ).
قوله: (هم الذين نافقوا)، وفي نسخة: "هم (الَّذِينَ قَالُوا) "، والتنزيل مطابق لهذا وهو الأصح.
قوله: (من واو (يَكْتُمُونَ)) المعنى، والله أعلم: بما يكتم الذين قالوا.
قوله: (بدلاً من الضمير في (بِأَفْوَاهِهِمْ)) أي: يقولون بأفواه الذين قالوا لإخوانهم، فيكون من باب التجريد، قال الشاعر:
دعوت كليباً دعوة فكأنما ... دعوت به ابن الطود أو هو أسرع