ومن أمثال العرب: "الحرب سجال". وعن أبى سفيان: أنه صعد الجبل يوم أحد، فمكث ساعة ثم قال: أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر: هذا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم، وهذا أبو بكر، وها أنا عمر. فقال أبو سفيان يوم بيوم والأيام دول، والحرب سجال. فقال عمر رضي اللَّه عنه: لا سواء، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. فقال: إنكم تزعمون ذلك فقد خبنا إذا وخسرنا. والمداولة مثل المعاورة،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نساء: من سيء فلان: أصيب بسوء، أي: حزن، ومنه قوله تعالى: (سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) [الملك: 27] ولا: لتأكيد القسم، أي: أقسم بأبي البشر، وهو آدم عليه السلام.

قوله: (الحرب سجال)، قالا لميداني: المساجلة إنما تكون من جري أو سقي، وأصله من السجل: الدلو فيها ماء قل أو كثر، ولا يقال لها ذلك وهي فارغة، وقال أبو سفيان يوم أحد بعدما وقعت الهزيمة على المسلمين: يوم بيوم، والحرب سجال، والحديث على غير ما رواه المصنف في "صحيح البخاري"، و"مسند أحمد بن حنبل"، و"سنن أبي داود"، عن البراء بن عازب.

قوله: (ابن أبي كبشة)، النهاية: كان المشركون ينسبون النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي كبشة، وهو رجل من خزاعة خالف قريشاً في عبادة الأوثان، شبهوه به، وقيل: إنه كان جد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمه، فأرادوا أنه نزع في الشبه إليه.

قوله: (فقد خبنا إذاً وخسرنا): تهكم منه.

قوله: (والمداولة مثل المعاورة)، النهاية: يقال: تعاور القوم فلاناً: إذا تعاونوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015