رأيت هذيلا أحدثت في يمينها ... طلاق نساء ما يسوق لها مهرا
لهان عَلَى حلفة ابن محبق ... إذا رفعت أعناقها حلقا صفرا
وقال ابن الكلبي: كان الَّذِي فتح مكران حكيم بْن جبلة العبدي، ثُمَّ استعمل زياد عَلَى الثغر راشد بْن عَمْرو الجديدي منَ الأزد فأتى مكران، ثُمَّ غزا القيقان فظفر، ثُمَّ غزا الميد فقتل، وقام بأمر الناس سنان بْن سلمة فولاه زياد الثغر فأقام به سنتين، وقال أعشى همدان في مكران:
وأنت تسير إِلَى مكران ... فقد شحط الورد والمصدر
ولم تك حاجتي مكران ... ولا الغزو فيها ولا المتجر
وحدثت عنها ولم آتها ... فما زالت من ذكر آخر
بأن الكثير بها جائع ... وأن القليل بها معور
[1] وغزا عباد بْن زياد ثغر الهند من سجستان فأتى سناروذ ثُمَّ أخذ عَلَى حوى كهز إِلَى الروذبار من أرض سجستان إِلَى الهندمند فنزل كش وقطع المفازة حَتَّى أتى القندهار فقاتل أهلها فهزمهم وفلهم وفتحها بعد أن أصيب رجال منَ المسلمين، ورأى قلانس أهلها طوالا فعمل عليها فسميت العبادية وقال ابن مفرغ: [1]
كم بالجروم وأرض الهند من قدم ... ومن سرائنك قتلى لا هم قبروا
بقندهار ومن تكتب منيته ... بقندهار يرجم دونه الخبر
ثُمَّ ولى زياد المنذر بْن الجارود العبدي ويكنى أَبَا الأشعث ثغر الهند، فغزا البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا وبث السرايا في بلادهم، وفتح قصدار وسبابها، وكان سنان قَدْ فتحها إلا أن أهلها انتقضوا، وبها مات فقال الشاعر:
حل بقصدار فأضحى بها ... في القبر لم يغفل مع الغافلين