عمير المازني وانهزم المشركون، وأرسل عَبْد الْعَزِيزِ بْن ناشرة التميمي إِلَى عَبْد الْعَزِيزِ أن خذ جميع ما في بيت المال وانصرف ففعل، وأقبل ابن ناشرة حَتَّى دخل زرنج ومضى وَكِيع بْن أَبِي سود التميمي فرد عَبْد الْعَزِيزِ وأدخله المدينة حين فتحت للحطابين وأخرج بْن ناشرة فجمع جمعا فقاتله عَبْد الْعَزِيزِ ابن عَبْد اللَّهِ ومعه وَكِيع فعثر بابن ناشرة فرسه فقتل، فقال أَبُو حزابة، ويقال حنظلة بْن عرادة.
ألا لا فتى بعد ابن ناشرة الفتى ... ولا شيء إلا قَدْ تولى وأدبرا
أكان حصادا للمنايا ازدرعنه ... فهلا تركن النبت ما كان أخضرا
فتى حنظلي ما تزال يمينه ... تجود بمعروف وتنكر منكرا
لعمري: لقد هدت قريش عروشنا ... بأروع نفاح العشيات أزهرا
واستعمل عَبْد الملك بْن مروان أمية بْن عَبْد اللَّهِ بْن خَالِد بْن أسيد بْن أَبِي العيص عَلَى خراسان فوجه ابنه عَبْد اللَّهِ بْن أمية عَلَى سجستان وعقد له عليها وهو بكرمان، فلما قدمها غزا رتبيل الملك بعد رتبيل الأول المقتول، وقد كان هاب المسلمين فصالح عَبْد اللَّهِ حين نزل بست عَلَى ألف ألف ففعل وبعث إليه بهدايا ورقيق فأبى قبول ذلك، وقال: إن ملأ لي هَذَا الرواق ذهبا وإلا فلا صلح بيني وبينه، وكان غزاء فخلى له رتبيل البلاد حتى إذا أو غل فيها أخذ عَلَيْهِ الشعاب والمضايق وطلب إليهم أن يخلوا عنه ولا يأخذ منهم شيئا فأبى ذلك وقال: بل تأخذ ثلاثمائة ألف درهم صلحا وتكتب لنا بها كتابا ولا تغزو بلاد ناما كنت آليا ولا تحرق ولا تخرب ففعل، وبلغ عَبْد الملك بْن مروان ذلك فعزله، ثُمَّ ولما ولى الحجاج بْن يوسف العراق وجه عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي بكرة إِلَى سجستان فحار ووهن، وأتى الرخج وكانت البلاد مجدبة فسار حَتَّى نزل بالقرب من كابل وانتهى إِلَى شعب فاخذه عَلَيْهِ العدو ولحقهم رتبيل فصالحهم عُبَيْد اللَّه عَلَى أن