فتوح البلدان (صفحة 382)

قَالُوا: ثُمَّ جمع كابل شاه للمسلمين وأخرج من كان منهم بكابل وجاء رتبيل فغلب عَلَى ذابلستان والرخج حَتَّى انتهى إِلَى بست، فخرج الربيع بْن زياد في الناس فقاتل رتبيل ببست، وهزمه واتبعه حَتَّى أتى الرخج فقاتله بالرخج ومضى ففتح بلاد الداور، ثُمَّ عزل زياد بْن أَبِي سُفْيَان الربيع بْن زياد الحارثي وولى عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي بكرة سجستان فغزا، فلما كان برزان بعث إليه رتبيل يسأله الصلح عن بلاده وبلاد كابل عَلَى ألف ألف ومائتي ألف، فأجابه إِلَى ذلك وسأله أن يهب له مائتي ألف تفعل فتم الصلح عَلَى ألف ألف درهم، ووفد عُبَيْد اللَّه عَلَى زياد فأعلمه ذلك فأمضى الصلح، ثُمَّ رجع عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي بكرة إِلَى سجستان فأقام بها إِلَى أن مات زياد، وولى سجستان بعد موت زياد عباد بْن زياد من قبل معاوية، ثُمَّ لما ولى يزيد بْن معاوية ولى سلم بْن زياد خراسان وسجستان فولى سلم أخاه يزيد بن زياد سجسان، فلما كان موت يزيد أو قبل ذلك بقليل غدر أهل كابل ونكثوا وأسروا أَبَا عُبَيْدة بْن زياد فسار إليهم يزيد بْن زياد فقاتلهم وهم بجنزة فقتل يزيد بْن زياد وكثير ممن كان معه وانهزم سائر الناس، وكان فيمن استشهد زيد بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي مليكة بْن عَبْد اللَّهِ بْن جدعان القرشي، وصلة بْن أشيم أَبُو الصهباء العدوي زوج معاذة العدوية، فبعث سلم بْن زياد طلحة بْن عَبْد اللَّهِ بْن خلف الخزاعي الَّذِي يعرف بطلحة الطلحات ففدى أَبَا عُبَيْدة بخمسمائة ألف درهم، وسار طلحة من كابل إِلَى سجستان واليا عليها من قبل سلم بْن زياد فجبى وأعطى زواره ومات بسجستان واستخلف رجلا من بني يشكر فأخرجته المضرية ووقعت العصبية وغلب كل قوم عَلَى مدينتهم فطمع فيهم رتبيل، ثُمَّ قدم عَبْد الْعَزِيزِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عَامِر واليا عَلَى سجستان من قبل القباع، وهو الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن أَبِي ربيعة المخزومي في أيام ابن الزبير فأدخلوه مدينة زرنج وحاربوا رتبيل فقتله أبو عفراء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015