فتوح البلدان (صفحة 331)

عنوة، وأتى المذار فخرج إليه مرزبانها فقاتله فهزمه اللَّه وغرق عامة من معه وأخذ سلما فضرب عتبة عنقه، وسار عتبة إِلَى دستميسان وقد جمع أهلها للمسلمين وأرادوا المسير إليهم فرأى أن يعالجهم بالغزو ليكون ذلك أفت في أعضادهم وأملأ لقلوبهم فلقيهم فهزمهم اللَّه وقتل دهاقينهم وانصرف عتبة من فوره إِلَى أبرقباذ ففتحها اللَّه عَلَيْهِ.

قَالُوا ثُمَّ استأذن عتبة عُمَر بْن الخطاب في الوفادة عَلَيْهِ والحج فأذن له فاستخلف مجامع بْن مَسْعُود السلمي، وكان غائبا عَنِ البصرة وأمر المغيرة بْن شعبة أن يقوم مقامه إِلَى قدومه، فقال: أتولي رجلا من أهل الوبر عَلَى رجل من أهل المدر واستعفى عتبة من ولاية البصرة فلم يعفه وشخص فمات في الطريق فولى عُمَر البصرة المغيرة بْن شعبة، وقد كان الناس سألوا عتبة عَنِ البصرة فأخبرهم بخصبها فسار إليها خلق منَ الناس.

وحدثني عَبَّاس بْن هِشَام عن أبيه عن عوانة، قَالَ: كانت عند عتبة بْن غزوان أزدة بنت الحارث بْن كلدة، فلما استعمل عُمَر عتبة بْن غزوان قدم معه نافع وأبو بكرة وزياد، ثُمَّ إن عتبة قاتل أهل مدينة الفرات فجعلت امرأته أزدة تحرض الناس عَلَى القتال وهي تقول:

إن يهزموكم تولجوا فينا الغلف

ففتح اللَّه عَلَى المسلمين تلك المدينة، وأصابوا غنائم كثيرة، ولم يكن فيهم أحد يكتب ويحسب إلا زياد، فولى قسم ذلك المغنم، وجعل له كل يوم درهمان وهو غلام في رأسه ذؤابة، ثُمَّ أن عتبة شخص إِلَى عُمَر، وكتب إِلَى مجاشع بْن مَسْعُود يعلمه أنه قَدْ خلفه وكان غائبا، وأمر المغيرة بْن شعبة أن يصلي بالناس إِلَى قدوم مجاشع، ثُمَّ أن دهقان ميسان كفر ورجع عَنِ الإِسْلام، فلقيه المغيرة بالمنعرج، فقتله وكتب المغيرة إِلَى عُمَر بالفتح منه فدعا عُمَر عتبة فقال ألم تعلمني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015