فتوح البلدان (صفحة 253)

زهرة بْن حويه السعدي وذلك أثبت، وهرب الفرس إِلَى المدائن ولحقوا بيزدجرد وكتب سَعْد إِلَى عُمَر بالفتح وبمصاب من أصيب.

وحدثني أَبُو رجاء الفارسي عن أبيه عن جده، قَالَ: حضرت وقعة القادسية وأنا مجوسي، فلما رمتنا العرب بالنبل جعلنا نقول دوك دوك نعني مغازل فما زالت بنا تلك المغازل حَتَّى أزالت أمرنا، لقد كان الرجل منا يرمي عَنِ القوس الناوكية فما يزيد سهما عَلَى أن يتعلق بثوب أحدهم، ولقد كانت النبلة من نبالهم تهتك الدرع الحصينة والجوسن المضاعف مما علينا.

وقال هِشَام بْن الكلبي: كان أول من قتل أعجميًا يوم القادسية ربيعة بْن عُثْمَان بْن ربيعة أحد بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن بْن مَنْصُور وقال طليحة في يوم القادسية:

أنا ضربت الجالينوس ضربة ... حين جياد الخيل وسط الكبة

وقال أَبُو محجن الثقفي حين رأى الحرب:

كفى حزنا أن تدعس الخيل بالفنا ... وأترك قَدْ شدوا علي وثاقيا

إذا قمت عناني الحديد وغلقت ... مصاريع من دوني تصم المناديا

وقال زهير بْن عَبْد شمس بْن عوف البجلي:

أنا زهير وابن عَبْد شمس ... أرديت بالسيف عظيم الفرس

رستم ذا النخوة والدمقس ... أطعت ربي وشفيت نفسي

وقال الأشعث بْن عَبْد الحجر بْن سراقة الكلابي وشهد الحيرة والقادسية:

وما عقرت بالسيلحين مطيتي ... وبالقصر إلا خيفة أن أعيرا

فبئس امرؤ يبأى على برهطه ... وقد ساد أشياخي معدا وحميرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015