فتوح البلدان (صفحة 252)

منك أبدا، قَالَ: وأنا والله فلا شربتها أبد، وأبلى طليحة بْن خويلد الأسدي يومئذ وضرب الجالينوس ضربة قدت مغفره ولم تعمل في رأسه، وقال قيس بْن مكشوح: يا قوم إن منايا الكرام القتل فلا يكونن هؤلاء القلف أولى بالصبر وأسخى نفسا بالموت منكم، ثُمَّ قاتل قتالا شديدا وقتل اللَّه رستم فوجد بدنه مملوءا ضربا وطعنا فلم يعلم من قاتله، وقد كان مشى إليه عَمْرو بْن معدى كرب، وطليحة بْن خويلد الأسدي، وقرط بْن جماح العبدي وضرار بْن الأزور الأسدي، وكان الواقدي يقول: قتل ضرار يوم اليمامة وقد قيل أن زهير بْن عَبْد شمس البجلي قتله وقيل أيضا أن قاتله عوام بْن عَبْد شمس وقيل أن قاتله هلال بْن علفة التيمي، فكان قتال القادسية يوم الخميس والجمعة وليلة السبت وهي ليلة الهرير، وإنما سميت ليلة صفين بها ويقال: أن قيس بْن مكشوح لم يحضر القتال بالقادسية ولكنه قدمها وقد فرغ المسلمون منَ القتال.

وحدثني أَحْمَد بْن سلمان الباهلي عَنِ السهمي عن أشياخه أن سلمان بْن ربيعة غزا الشام مع أَبِي أمامة الصدى بْن عجلان الباهلي فشهد مشاهد المسلمين هناك ثُمَّ خرج إِلَى العراق فيمن خرج منَ المدد إِلَى القادسية متعجلا فشهد الوقعة وأقام بالكوفة وقتل ببلنجر.

وقال الواقدي في إسناده. خد قوم منَ الأعاجم لرايتهم وقالوا لا نبرح موضعنا حَتَّى نموت فحمل عليهم سلمان بْن ربيعة الباهلي فقتلهم وأخذ الراية، قَالُوا: وبعث سَعْد خَالِد بْن عرفطة عَلَى خيل الطلب فجعلوا يقتلون من لحقوا حَتَّى انتهوا إِلَى برس ونزل خَالِد عَلَى رجل له بسطام فأكرمه وبره وسمى نهر هناك نهر بسطام واجتاز خَالِد بالصراة فلحق جالينوس فحمل عَلَيْهِ كثير بْن شهاب الحارثي فطعنه ويقال قتله، وقال ابن الكلبي. قتله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015