فتوح البلدان (صفحة 203)

قتلوا أميرهم وهربوا فلحقهم وقتلهم، قَالُوا: ولما بلغ عظيم الخزر كثرة من وطئ به مروان بلاده منَ الرجال وما هم عَلَيْهِ في عدتهم وقوتهم نخب ذلك قلبه وملأه رعبا، فلما دنا منه أرسل إليه رسولا يدعوه إِلَى الإِسْلام أو الحرب فقال: قَدْ قبلت الإِسْلام فأرسل إِلَى من يعرضه علي ففعل فأظهر الإِسْلام ووادع مروان عَلَى أن أقره في مملكته وسار مروان معه بخلق منَ الخزر فأنزلهم ما بَيْنَ السمور والشابران في سَهْل أرض اللكز، ثُمَّ أن مروان دخل أرض السرير فأوقع بأهلها وفتح قلاعا فيها ودان له ملك السرير وأطاعه فصالحه عَلَى ألف رأس خمسمائة غلام وخمسمائة جارية سود الشعور والحواجب وهدب الأشفار في كل سنة وعلى مائة ألف مدى تصب في أهراء الباب وأخذ منه الرهن وصالح مروان أهل تومان عَلَى مائة رأس خمسين جارية وخمسين غلاما خماسيين سود الشعور والحواجب وهدب الأشفار وعشرين ألف مدى للأهراء في كل سنة، ثُمَّ دخل أرض زريكران فصالحه ملكها عَلَى خمسين رأسا وعشرة آلاف مدى للأهراء في كل سنة ثُمَّ أتى أرض حمزين فأبى حمزين أن يصالحه فافتتح حصنهم بعد أن حاصرهم فيه شهرا فأحرق وأخرب وكان صلحه إياه عَلَى خمسمائة رأس يؤدونها دفعة واحدة ثُمَّ لا يكون عَلَيْهِ سبيل وعلى أن يحمل ثلاثين ألف مدى إِلَى إهراء الباب فى كل سنة، ثم أتى سدان فافتتحها صلحا على مائة رأس يعطيه إياها صاحبها دفعة ثم لا يكون عليه سبيل فيما يستقبل وعلى أن يحمل فى كل سنة إِلَى إهراء الباب خمسة آلاف مدى، ووظف عَلَى أهل طبرسرانشاه عشرة آلاف مدى في كل سنة تحمل إِلَى إهراء الباب، ولم يوظف عَلَى فيلانشاه شيئا، وذلك لحسن غنائه وجميل بلائه وإحماده أمره، ثُمَّ نزل مروان عَلَى قلعة اللكز وقد امتنع من أداء شيء من الوظيفة وخرج يريد صاحب الخرز فقتله راع بسهم رماه به وهو لا يعرفه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015