فتوح البلدان (صفحة 202)

ولى أمر عسكره عَبْد الملك بْن مُسْلِم العقيلي، فلما سلم العسكر أخذه رَسُول مسلمة فقيده وحمله إِلَى برذعة فحبس في سجنها وانصرف الخزر فاتبعهم مسلمة وكتب بذلك إِلَى هِشَام فكتب إليه:

أتتركهم بميمذ قَدْ تراهم ... وتطلبهم بمنقطع التراب

وأمر بإخراج الحرشي منَ السجن، قَالُوا: وصالح مسلمة أهل خيزان وأمر بحصنها فهدم واتخذ لنفسه به ضياعا وهي اليوم تعرف بحوز خيزان وسالمه ملوك الجبال فصار إليه شروانشاه وليرانشاه وطبرسرانشاه وفيلانشاه وخرشا خرشانشاه وصار إليه صاحب مسقط وصمد لمدينة الباب ففتحها وكان في قلعتها ألف أهل بيت منَ الخزر فحاصرهم ورماهم بالحجارة ثُمَّ بحديد اتخذه عَلَى هيئة الحجارة فلم ينتفع بذلك، فعمد إليه العين الَّتِي كان أنوشروان أخرى منها الماء إِلَى صهريجهم فذبح البقر والغنم وألقى فيه الفرث والحلتيت فلم يمكث ماؤهم إلا ليلة حَتَّى دود وأنتن وفسد، فلما جن عليهم الليل هربوا وأخلوا القلعة وأسكن مسلمة بْن عَبْد الملك مدينة الباب والأبواب أربعة وعشرين ألفا من أهل الشام عَلَى العطاء فأهل الباب اليوم لا يدعون عاملا يدخل مدينتهم إلا ومعه مال يفرقه بينهم، وبنى هريا للطعام وهريا للشعير وخزانة للسلاح وأمر بكبس الصهريج ورم المدينة وشرفها، وكان مروان بْن مُحَمَّد مع مسلمة وواقع معه الخزر فأبلى وقاتل قتالا شديدا، ثُمَّ ولى هِشَام بعد مسلمة سَعِيد الحرشي فأقام بالثغر سنتين ثُمَّ ولى الثغر مروان بْن مُحَمَّد فنزل كسال وهو بنى مدينتها وهي من برذعة عَلَى أربعين فرسخا ومن تفليس عَلَى عشرين فرسخا ثُمَّ دخل أرض الخزر مما يلي باب اللان وأدخلهما أسيد بْن زافر السلمي أَبَا يزيد ومعه ملوك الجبال من ناحية الباب والأبواب فأغار مروان عَلَى صقالبة كانوا بأرض الخزر فسبى منهم عشرين ألف أهل بيت فأسكنهم خاخيط ثُمَّ أنهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015