فتوح البلدان (صفحة 167)

بينهم بالخروج إِلَى طرسوس لتحصينها وترتيب المقاتلة فيها فأغزى الصائفة في سنة إحدى وسبعين ومائة هرثمة بْن أعين وأمره بعمارة طرسوس وبنائها وتمصيرها ففعل وأجرى أمرها عَلَى يد فرج بْن سليم الخادم بأمر الرشيد فوكل فرج ببنائها وتوجه أَبُو سليم إِلَى مدينة السلام فاشخص الندبة الأولى من أهل خراسان وهم ثلاثة آلاف رجل فوردوا طرسوس ثُمَّ أشخص الندبة الثانية وهم ألفا رجل ألف من أهل المصيصة وألف من أهل انطاكية عَلَى زيادة عشرة دنانير عشرة دنانير لكل رجل في أصل عطائه فعسكروا مع الندبة الأولى بالمدائن عَلَى باب الجهاد في مستهل المحرم سنة اثنتين وسبعين ومائة إِلَى أن استتم بناء طرسوس وتحصينها وبناء مسجدها ومسح فرج ما بَيْنَ النهر إِلَى النهر فبلغ ذلك أربعة آلاف خطة كل خطة عشرون ذراعا في مثلها وأقطع أهل طرسوس الخطط وسكنتها الندبتان في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وسبعين ومائة.

قَالُوا: وكان عَبْد الملك بْن صالح قَدِ استعمل يزيد بْن مخلد الفزاري عَلَى طرسوس فطرده بها من أهل خراسان واستوحشوا منه للهبيرية فاستخلف أبا الفوارس فأقره عَبْد الملك بْن صالح وذلك في سنة ثلاث وسبعين ومائة.

قَالَ مُحَمَّد بْن سَعْد حدثني الواقدي، قَالَ: جلا أهل سيسية ولحقوا بأعلى الروم في سنة أربع وتسعين ومائة أو ثلاث وتسعين ومائة وسيسية مدينة تل عين زربة وقد عمرت في خلافة المتوكل عَلَى اللَّه عَلَى يدي عَلي بْن يَحْيَى الأرمني ثُمَّ أخربتها الروم. قَالُوا: فكان الَّذِي أحرق انطاكية المحترقة ببلاد الروم عَبَّاس بْن الوليد بْن عَبْد الملك.

قَالُوا: وتل جبير نسبت إِلَى رجل من فرس انطاكية كانت له عنده وقعة وهو من طرسوس عَلَى أقل من عشرة أميال، قَالُوا: والحصن المعروف بذي الكلاع إنما هُوَ الحصن ذو القلاع لأنه عَلَى ثلاث قلاع فحرف اسمه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015