فتوح البلدان (صفحة 166)

المَنْصُور أغزى صالح بْن علي بلاد الروم فوجه هلال بْن ضيغم في جماعة من أهل دمشق والأردن وغيرهم فبنى ذلك القصر ولم يكن بناؤه محكما فهدمه الرشيد وبناه ثُمَّ لما كانت سنة أربع وتسعين ومائة بنى أَبُو سليم فرج الخادم أذنة فأحكم بناءها وحصنها وندب إليها رجالا من أهل خراسان وغيرهم عَلَى زيادة في العطاء وذلك بأمر مُحَمَّد بْن الرشيد فرم قصر سيحان وكان الرشيد تُوُفِّيَ سنة ثلاث وتسعين ومائة وعامله عَلَى أعشار الثغور أَبُو سليم فأقره مُحَمَّد وأبو سليم هَذَا هُوَ صاحب الدار بأنطاكية.

وحدثني مُحَمَّد بْن سَعْد عَنِ الواقدي، قَالَ: غزا الْحَسَن بْن قحطبة الطائي بلاد الروم سنة اثنتين وستين ومائة في أهل خراسان وأهل الموصل والشام وأمداد اليمن ومطوعة العراق والحجاز خرج مما يلي طرسوس فأخبر المهدي بما في بنائها وتحصينها وشحنتها بالمقاتلة من عظيم الغناء عن الإسلام والكبت العدو والوقم له فيما يحاول ويكيد. وكان الْحَسَن قَدْ أبلى في تلك الغزاة بلاء حسنا ودوخ أرض الروم حتى سموه الشيتن، وكان معه في غزاته مندل العنزي المحدث الكوفي ومعتمر بْن سُلَيْمَان البصري.

وحدثني مُحَمَّد بْن سَعْد، قَالَ: حدثني سَعْد بْن الْحَسَن، قَالَ لما خرج الْحَسَن من بلاد الروم نزل مرج طرسوس فركب إِلَى مدينتها وهي خراب فنظر إليها وأطاف بها من جميع جهاتها وحزر عدة من يسكنها فوجدهم مائة ألف فلما قدم عَلَى المهدي وصف له أمرها وما في بنائها وشحنتها من غيظ العدو وكبته وعز الإِسْلام وأهله وأخبره في الحدث أيضا بخبر رغبه في بناء مدينتها فأمره ببناء طرسوس وأن يبدأ بمدينة الحدث فبنيت وأوصى المهدي ببناء طرسوس.

فلما كانت سنة إحدى وسبعين ومائة بلغ الرشيد أن الروم ائتمروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015