فتوح البلدان (صفحة 150)

منَ الجزريين عن سُلَيْمَان بْن عطاء عن سلمة الجهني عن عمه أن صاحب بصرى ذكر أنه كان صالح المسلمين عَلَى طعام وزيت وخل فسأل عُمَر أن يكتب له بذلك وكذبه أَبُو عُبَيْدة، وقال إنما صالحناه على شيء يتبع به المسلمون لمشتاهم ففرض عليهم الجزية عَلَى الطبقات والخراج عَلَى الأرض.

وحدثني الْحُسَيْن قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن الأحدب، قال: أخبرنا عبد الله ابن عُمَر عن نافع عن أسلم مولى عُمَر أن عُمَر كتب إِلَى أمراء الجزية أن لا يضربوها إلا عَلَى من جرت عَلَيْهِ الموسى وجعلها عَلَى أهل الذهب أربعة دنانير وجعل عليهم لأرزاق المسلمين منَ الحنطة لكل رجل مدين ومن الزيت ثلاثة أقساط بالشام والجزيرة مع إضافة من نزل بهم ثلاثًا. وحدثني أَبُو حفص الشامي، عن مُحَمَّد بْن راشد عن مكحول، قَالَ: كل عشري بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لا حق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة.

أمر قبرص

قالوا الواقدي وغيره: غزا معاوية بْن أَبِي سُفْيَان في البحر غزوة قبرس الأولى، ولم يركب المسلمون بحر الروم قبلها وكان معاوية استأذن عُمَر في غزو البحر فلم يأذن له، فلما ولى عُثْمَان بْن عَفَّان كتب إليه يستأذنه في غزوة قبرس ويعلمه قربها وسهولة الأمر فيها، فكتب إليه أن قَدْ شهدت مارد عليك عُمَر- رحمه اللَّه- حين استأمرته في غزو البحر. فلما دخلت سنة سبع وعشرين كتب إليه يهون عَلَيْهِ ركوب البحر إِلَى قبرس، فكتب إليه عُثْمَان، فإن ركبت البحر ومعك امرأتك فأركبه مأذونا لك وإلا فلا، فركب البحر من عكا ومعه مراكب كثيرة وحمل امرأته فاختة بنت قرظة بْن عَبْد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015