وصفين، وهي قرى منسوبة إليها فأتاه أهل الحد الأعلى فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا منَ الفرات يسقي أرضهم عَلَى أن يجعلوا له الثلث من غلاتهم بعد عشر السلطان الَّذِي كان يأخذه ففعل فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور المدينة وأحكمه.
ويقال: بل كان ابتداء الغرض من مسلمة وأنه دعاهم إِلَى هَذِهِ المعاملة فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم إِلَى أن جاءت الدولة المباركة وقبض عَبْد اللَّهِ بْن عَلي أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها أمير الْمُؤْمِنِين أَبُو العَبَّاس سُلَيْمَان بْن علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن العَبَّاس فصارت لابنه مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان، وكان جَعْفَر بْن سُلَيْمَان أخوه يسعى به إِلَى أمير الْمُؤْمِنِين الرشيد رحمه اللَّه ويكتب إليه فيعلمه أنه لا مال له ولا ضيعة إلا وقد اجتاز أضعاف قيمته وأنفقه فيما يرشح له نفسه وعلى منَ اتخذ منَ الخول وأن أمواله حل طلق لأمير الْمُؤْمِنِين، وكان الرشيد يأمر بالاحتفاظ بكتبه، فلما تُوُفِّيَ مُحَمَّد بْن سُلَيْمَان أخرجت كتبه إِلَى جَعْفَر واحتج عَلَيْهِ بها ولم يكن لمحمد أخ لأبيه وأمه غيره فأقر بها وصارت أمواله للرشيد فأقطع بالس وقراها المأمون رحمه اللَّه فصارت لولده من بعده.
حدثني هِشَام بْن عمار، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن حَمْزَة عن تميم بْن عطية عن عَبْد اللَّهِ بْن قيس الهمداني، قَالَ: قدم عُمَر بْن الخطاب رضي اللَّه عنه الجابية فأراد قسمة الأرض بَيْنَ المسلمين لأنها فتحت عنوة، فقال معاذ بْن جبل:
والله لأن قسمتها ليكونن ما نكره ويصير الشيء الكثير في أيدي القوم ثُمَّ يبيدون فيبقى ذلك لواحد ثُمَّ يأتي من بعدهم قوم يسدون الإِسْلام مسدا فلا يجدون شيئا فانظر أمرا يسع أولهم وآخرهم فصار إِلَى قول معاذ.
حدثني الْحُسَيْن بْن علي بْن الأسود العجلي، عن يَحْيَى بْن آدم عن مشايخ