فتوح البلدان (صفحة 136)

فقال سوار بْن أوفى:

ومنا ابْن عتاب وناشد رجله ... ومنا الَّذِي أدى إِلَى الحي حاجبا

يعني ذا الرقيبة. وحدثني أَبُو حفص الدمشقي قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، قَالَ: بلغني أنه لما جمع هرقل للمسلمين الجموع وبلغ المسلمين إقبالهم إليهم لوقعة اليرموك ردوا عَلَى أهل حمص ما كانوا أخذوا منهم منَ الخراج وقالوا: قَدْ شغلنا عن نصرتكم والدفع عنكم فأنتم عَلَى أمركم، فقال أهل حمص: لولايتكم وعدلكم أحب إلينا مما كنا فيه منَ الظلم والغشم ولندفعن جند هرقل عن المدينة مع عملكم ونهض اليهود فقالوا. والتوراة لا يدخل عامل هرقل مدينة حمص إلا أن نغلب ونجهد، فأغلقوا الأبواب وحرسوها وكذلك فعل أهل المدن الَّتِي صولحت منَ النصارى واليهود، وقالوا: إن ظهر الروم وأتباعهم عَلَى المسلمين صرنا إِلَى ما كنا عَلَيْهِ وإلا فإنا عَلَى أمرنا ما بقي للمسلمين عدد، فلما هزم اللَّه الكفرة وأظهر المسلمين فتحوا مدنهم وأخرجوا المقلسين فلعبوا وأدوا الخراج، وسار أَبُو عُبَيْدة إِلَى جند قنسرين وأنطاكية ففتحها.

وحدثني العَبَّاس بْن هشام الكلبي عن أبيه عن جده، قال. أبلى السمط ابن الأسود الكندي بالشام وبحمص خاصة وفي يوم اليرموك وهو الَّذِي قسم منازل حمص بَيْنَ أهلها، وكان ابنه شرحبيل بْن السمط بالكوفة مقاوما للأشعث بْن قيس الكندي في الرياسة فوفد السمط إِلَى عُمَر، فقال له: يا أمير الْمُؤْمِنِين إنك لا تفرق بَيْنَ السبي، وقد فرقت بيني وبين ولدي فحوله إِلَى الشام أو حولني إِلَى الكوفة فقال: بل أحوله إِلَى الشام فنزل حمص مع أبيه

.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015