محل نصب مفعول به. ودخول لا على فعل الغائب والمخاطب كثير، فتدخل على المخاطب كما في قوله: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} وقوله: {لاَ تَحْزَنْ} وتدخل على الغائب كما في قوله: {فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} (الإسراء:33) وقد تدخل على المتكلم، نحو قول الشاعر:
لاَ أَعرفَنْ رَبْرَبًا حُورًا مدامِعُها
لا أعرفن: أي أنا كأنه ينهى نفسه. [نِلْتَ الأَمَلاَ] يعني أُعطيت الأمل أي ما تؤمله وترجوه. إذًا النوع الأول من الجوازم ما يجزم فعلاً واحدًا وهو باستقراء كلام العرب أربعة: لم، ولما، ولام الأمر، ولا الناهية. إذا وجدت واحدة من هذه الأنواع الأربعة فاعلم أن الفعل المضارع مجزوم بعدها. ثم قال:
وَإِنْ وَمَا وَمَنْ وَأَنَّى مَهْمَا ... أيٍّ مَتَى أَيَّانَ أَيْنَ إِذْمَا
وَحَيْثُمَا وَكَيْفَمَا ثُمَّ إِذَا ... فِي الشِّعْرِ لاَ فِي النَّثْرِ فَادْرِ المَأْخَذَا
شرع في بيان النوع الثاني وهو ما يجزم فعلين. وذكر الناظم هنا خمس عشرة أداة مما يجزم فعلين، وهي على الصحيح إحدى عشرة أداة. وهي قسمان: حرف، واسم. وكل منهما إما متفق عليه، أو مختلف فيه، وعليه تكون أربعة أقسام من حيث الحرفية والاسمية أي باعتبار الترجيح وعدمه أربعة أقسام: الأول: ما هو حرف باتفاق وهو إنْ فقط. والثاني: ما هو مختلف فيه هل هو حرف أو اسم؟ والأرجح أنه حرف وهو إذما فقط. والثالث: ما هو مختلف