والدعاء والأمر فهذا لا أصل له في اللغة. [وَلاَمِ الأَمْرِ وَالدُّعَاءِ] وأكثر ما تدخل لام الأمر على الفعل المضارع للغائب، نحو: لينفق: هذا هو الأكثر؛ وقد تدخل على الفعل المضارع للمتكلم لكنه قليل، نحو: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ} (العنكبوت:12). فحينئذٍ نرد بهذه الآية على من نفى دخول اللام على الفعل المضارع المقرون بالهمزة أو النون الدالة على المتكلم، وفي الحديث «قوموا فلأصلِ لكم» فلأصل: فعل مضارع للمتكلم دخلت عليه لام الأمر، فيأمر نفسه، ينزل نفسه منزلة الغير فيأمر ولا بأس بهذا. [ثُمَّ لاَ فِي النَّهْيِ وَالدُّعَاءِ] أي [ثُمَّ لاَ] حالة كونها مستعملة في النهي، فقوله: [فِي النَّهْيِ] جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من لا.
[لاَ فِي النَّهْيِ] يعني إذا استعملت لا مقصودًا بها النهي كقوله تعالى: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (التوبة:40) لا تحزن: لا حرف نهي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، وتحزن: فعل مضارع مجزوم بلا وجزمه سكون آخره، فلا هذه ناهية لأنها من أعلى إلى أدنى، إذا كان النهي موجهًا من أعلى إلى أدنى سمي نهيًا، وإذا كان من أدنى إلى أعلى سمي دعاءً، نحو: {رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا} (البقرة:286) لا تؤاخذنا: لا، الأصل فيها أنها لا الناهية، ولكن تأدبًا مع الله يقال فيها: لا الدعائية، {لا تُؤَاخِذْنَا} لا حرف دعاء - أو تقول: لا الدعائية - مبني على السكون لا محل له من الإعراب، تؤاخذنا: تؤاخذ، فعل مضارع مجزوم بلا وجزمه السكون، ونا: ضمير متصل مبني على السكون في