المكسر. [جُمِعَ] ليس المراد به الجمع الحقيقي، وإنما المراد به جمع تحققت جمعيتة وحصلت [مِنْ مُؤَنَّثٍ] أي من مفرد مؤنث، فهو صفة لموصوف محذوف، لأن التأنيث معنى، والمعنى لا يجمع، [فَسَلِمَا] الفاء زائدة، والألف للإطلاق، والجملة صفة للجمع، أي سلم عن تغير بنائه-وفيه ما سبق بيانه-.إذًا عرفنا أن جمع المؤنث السالم يرفع بالضمة الظاهرة على الأصل، ولا تكون الضمة مقدرة في جمع المؤنث السالم إلا عند إضافته لياء المتكلم نحو: هذه شجراتي وبقراتي.
والموضع الرابع الذي يكون رفعه بالضمة أشار إليه بقوله:
كَذَا المُضَارِعُ الَّذِي لَمْ يَتَّصِلْ شَيءٌ بِهِ كَيَهْتَدِي وَكَيَصِلْ
[كَذَا المُضَارِعُ] بالرفع مبتدأ مؤخر، وكَذَا خبرٌ مقدم، [المُضَارِعُ] أي الفعل المضارع، والفعل المضارع له حالان: الأولى: أن يكون مبنيًا. والثانية: أن يكون معربًا. أما الحال الأولى: فهو أن يكون مبنيًا، ويبنى على السكون وذلك إذا اتصل به نون الإناث، نحو: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ} (البقرة228) فيَتَرَبَّصْنَ: فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث. ويبنى على الفتح إذا اتصلت به نون التوكيد، نحو: {كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ} (الهمزة:4) فلَيُنْبَذَنَّ: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد. ومثله {لَيُسْجَنَنَّ وَلِيَكُوناً مِنَ الصَّاغِرِينَ} (يوسف:32) مبني على الفتح في الموضعين، فالأول: (لَيُسْجَنَنَّ) مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة، والثاني (لِيَكُوناً) مبني