عندنا إشكال وهو أن الواو والياء ساكنتان، الياء من (قاضي) ساكنة، والواو ساكنة- وهي حرف إعراب وحرف جمع- فماذا نصنع؟ والقاعدة عند الصرفيين في التقاء الساكنين: أنه يحرك الساكن الأول للتخلص منه، كما قلنا في (قمِ الليل) حرك الأول بالكسر للتخلص من التقاء الساكنين هذا هو الأصل. ولكن هنا يتعذر تحريك الياء بالكسر أو بالفتح أو بالضم، والعلة في الحكم بتعذر تحريك الياء هنا أننا ذكرنا أن إعراب (قاضي) مقدر، دفعًا للثقل. إذًا سلبناه حركة الإعراب طلبًا للخفة. فلم يُحرَّك الياء من (قاضي) بحركةِ إعراب. فلا يجوز لنا أن نحركه بحركةٍ عارضة، فإذا سُلب حركة الإعراب وهي الأصل وهي الأَولى التي تدل على معنىً فمن بابٍ أولى وأحرى ألا يحرك بحركة عارضة للتخلص من التقاء الساكنين؛ لأن قولك: (جاء القاضيُ) هذه الضمة أقوى من الكسرة التي للتخلص من التقاء الساكنين لأنها اقتضاها عامل، وتلك اقتضاها التخلص من التقاء الساكنين وهو أضعف.
فإذا لم يمكن تحريك الياء بحركة التخلص من التقاء الساكنين نعدل إلى المرحلة الثانية عند الصرفيين: وهي أنه يحذف الحرف الأول- وهو الياء - لكن بشرطين: الأول: أن يكون حرف علة. والثاني: أن يدل عليه دليل أي بعد الحذف. فإن كان ياءا يكسر ما قبلها، وإن كان واوًا يضم ما قبلها، وإن كان ألفًا يفتح ما قبلها -هذا يسمى دليل الحرف المحذوف-. هنا الياء حرف علة، وقد كُسر ما قبلها، فقد وجد شرطا الحذفِ، فحذفت الياء فصار (قاضِوْ) بكسر الضاد،