رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الأنفال: 2 - 4] .
وبهذا المعنى يكون الإيمان أعلى. فكل مؤمن مسلم؛ ولا عكس.
فصل
في زيادة الإيمان ونقصانه
من أصول أهل السنة والجماعة: أن الإيمان يزيد وينقص. وقد دل على ذلك الكتاب والسنة.
فمن أدلة الكتاب، قوله تعالى: {لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ} [الفتح: 4] .
ومن أدلة السنة، قوله صلّى الله عليه وسلّم، في النساء: "ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب لِلبِّ الرجل الحازم من إحداكن" (?) .
ففي الآية إثبات زيادة الإيمان، وفي الحديث إثبات نقص الدين.
وكل نص يدل على زيادة الإيمان، فإنه يتضمن الدلالة على نقصه؛ وبالعكس لأن الزيادة والنقص متلازمان، لا يعقل أحدهما دون الآخر.
وقد ثبت لفظ الزيادة والنقص منه عن الصحابة، ولم يعرف منهم مخالف فيه، وجمهور السلف على ذلك قال ابن عبد البر: