(فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم عن حكم الحيض)، وما ينبغي أن تكون عليه معاملة الرجال للنساء أوقات الحيض.
{ويسألونك عن المحيض قل هو أذى} المراد بالمحيض هنا الدم والمراد بالأذى المستقذر، وكان أذى لقبح لونه ورائحته ونجاسته.
{فاعتزلوا النساء في المحيض} أي فاعتزلوا جماعهن ووطأهن في المحيض، والمراد بالمحيض هنا نفس الدم، وقيل: هو الفرج، وقيل: هو زمن الحيض.
(اصنعوا كل شيء إلا النكاح) أي اصنعوا كل شيء يحرمه "اليهود" إلا النكاح فليس "كل شيء" على إطلاقه.
(فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر) الأنصاريان، شهدا بدرا وأحدا والمشاهد كلها.
(إن اليهود تقول كذا وكذا) "كذا وكذا" كناية عن مقولهم أي تقول عن مخالفتك إياهم في مؤاكلة الحائض ومشاربتها ومصاحبتها: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه.
(أفلا نجامعهن؟ ) الفاء عاطفة على محذوف، والهمزة للاستفهام الإنكاري بمعنى النفي، ونفي النفي إثبات، والتقدير: أنخالف اليهود فنجامع النساء في الحيض، لتكون المخالفة تامة؟
(فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم) في رواية أبو داود: "فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم" وأصل التمعر التغير من النضارة والإشراق والتفتح إلى عكسها، وهو مظهر من مظاهر الغضب، وتغير من قولهما ذلك لاقتراحهما ما يصادم النص.
(حتى ظننا أن قد وجد عليهما) "أن" مخففة من الثقيلة، والجملة بعدها خبرها "وأن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول "ظن" و"وجد" بمعنى غضب. يقال: وجد عليه يجد وجدا وموجدة غضب، واسم "أن" يصح أن يكون ضمير الشأن والحال، ويصح أن يكون ضميرا يعود على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه وسلم) تذكير الفعل "فاستقبلهما" لأن الفاعل مجازي التأنيث، و"من لبن" صفة "هدية" و"إلى النبي" صفة أخرى أي هدية مرسلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
(فأرسل في آثارهما) أي أرسل وراءهما من يردهما، والآثار جمع أثر، والمراد بها آثار الأقدام، والكلام كناية عن سرعة الإرسال وراءهما، لأن أثر المشي لا يبقى طويلا.
(فسقاهما) معطوف على محذوف، أي فحضرا، فسقاهما من الهدية، تطييبا لخاطرهما.