(حتى كاد يبلغ المنكبين) "المنكب" بفتح الميم وكسر الكاف بينهما نون ساكنة مجتمع رأس الكتف والعضد، وأسفله الإبط.

(ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين) مفعول "رفع" محذوف أي حتى رفع الغسل إلى الساقين، والغاية داخلة، لأنه كان يشرع في الساق.

(إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين) "الأمة" في اللغة الجماعة، وكل جنس من الحيوان أمة، ومن معانيها اللغوية الحين، ومنه قوله تعالى {وادكر بعد أمة} [يوسف: 45] وأمة محمد صلى الله عليه وسلم تطلق على معنيين: أمة الدعوة وهي من بعث إليهم، وأمة الإجابة وهي من آمن به وصدقه، وهذه هي المراد هنا، وإتيانهم من الموقف إلى الحوض كما يظهر من الرواية الثالثة والرابعة.

(فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل) ذكر الغرة هنا دون التحجيل للاكتفاء، أو الإسقاط من الراوي، ومفعول "فليفعل" محذوف أي فليفعل الإطالة.

(إن حوضي أبعد من أيلة من عدن) الحوض مجمع الماء، وسيأتي الكلام عنه في فقه الحديث، و"أيلة" مدينة كانت عامرة بطرف الشام، كان يمر بها الحاج من مصر، فتكون شمالهم: ويمر بها الحاج من غزة فتكون أمامهم. أقرب ما تكون إلى ما يسمى اليوم بالعقبة. ذكره في الفتح و"عدن" مدينة معروفة على ساحل البحر الأحمر.

وفي رواية البخاري "إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن" وفيه "حوضه ما بين صنعاء والمدينة" وعند أحمد "كما بين أيلة إلى الجحفة" وفي لفظ "ما بين مكة وعمان" وفي رواية "كما بين مكة إلى أيلة" وعند ابن ماجه "ما بين الكعبة إلى بيت المقدس". وقد جمع العلماء بين هذا الاختلاف، وأقرب الأقوال أن المقصود ضرب المثل لبعد أقطار الحوض وسعته، لا تحديد المسافة، وذكره صلى الله عليه وسلم للجهات المختلفة بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات؛ فيخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها.

وسيأتي مزيد إيضاح لهذه النقطة ولكثير مما يتعلق بالحوض في بابه إن شاء الله تعالى.

(لهو أشد بياضا من الثلج) اللام لام القسم المحذوف، وفي الكلام مضاف محذوف؛ أي لماؤه أشد بياضا من الثلج، قاله الأبي: وكونه أشد بياضا من الثلج حقيقة، لأن البياض مقول بالتفاوت. اهـ.

ورواية البخاري "ماؤه أبيض من اللبن" واللبن أشد بياضا من الثلج، وما كان أشد بياضا من اللبن كان أشد بياضا من الثلج، فلا تعارض بين الروايتين، وعند أحمد "وأبرد من الثلج".

(وأحلى من العسل باللبن) قال الأبي: معنى "أحلى" هنا أزكى، لأن العسل وحده أحلى منه مع اللبن. اهـ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015