هذه غير "هجر" المذكورة في حديث "إذا بلغ الماء قلتين بقلال هجر" تلك قرية من قرى المدينة، كانت القلال تصنع بها، وهي غير مصروفة. اهـ.

وأما "بصرى" بضم الباء فهي مدينة معروفة، وهي مدينة حوران قريبة من دمشق بالشام، وهي غير البصرة بالعراق. والهدف من التعبير المبالغة في سعة باب الجنة، لا تحديد مسافة ما بين المصراعين.

الرواية الخامسة

(ألا تقولون: كيفه؟ قالوا: كيفه يا رسول الله؟ ) الهاء للسكت تلحق الكلمة في الوقف، أما قول الصحابة "كيفه يا رسول الله" فقد ألحقوها مع الوصل إجراء له مجرى الوقوف، أو قصدا إلى اتباع لفظ النبي صلى الله عليه وسلم، الذي حثهم عليه، فلو قالوا: كيف؟ لما كانوا سائلين عن اللفظ الذي حثهم عليه. قاله النووي.

(إلى عضادتي الباب) بكسر العين. قاله الجوهري: عضادتا الباب هما خشبتاه من جانبيه. اهـ و"إلى" بمعنى نهاية الحد، أي ما بين المصراعين منتهيين إلى عضادتي الباب كما بين مكة وهجر.

الرواية السادسة

(فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة) "تزلف" بضم التاء وإسكان الزاي مبني للمجهول، أي تقرب لهم، كقوله تعالى: {وأزلفت الجنة للمتقين} [الشعراء: 90].

(إنما كنت خليلا من وراء وراء) قال صاحب التحرير: هذه الكلمة "وراء وراء" تذكر على سبيل التواضع، أي لست بتلك الدرجة الرفيعة، ولعل المقصود منها: أن المكارم التي أعطيتها كانت بواسطة جبريل عليه السلام، ولكن ائتوا موسى، فإنه حصل له سماع الكلام من غير واسطة، فكأن إبراهيم عليه السلام قال: أنا وراء موسى الذي هو وراء محمد صلى الله عليه وسلم عليهم أجمعين. اهـ.

والمشهور في ضبط "وراء وراء" الفتح فيها بلا تنوين، فالكلمة الثانية مؤكدة، كشذر مذر، وسقطوا بين بين، فركبتا وبنيتا على الفتح، وقال أبو البقاء: الصواب الضم، لأن تفسيره من وراء ذلك، أو من وراء شيء آخر. اهـ فهما مبنيان على الضم، كقبل وبعد، وقد نقل عن الأخفش أنه يقال: لقيته من وراء؛ بالضم على الغاية، كقوله: من قبل ومن بعد، وأنشد الأخفش في ذلك قول الشاعر:

إذا أنا لم أومن عليك ولم يكن

لقاؤك إلا من وراء وراء

(اعمدوا إلى موسى) بكسر الميم، ماضيه عمد بفتحها، أي اقصدوا واتجهوا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015