في الماء لتشرب ويقال شنقها وأشنقها أي كفها بزمامها وهو راكبها قال ابن دريد هو أن تجذب زمامها حتى تقارب رأسها قادمة الرحل وقوله "فشجت" بفاء وشين وجيم مفتوحات والجيم مخففة والفاء هنا أصلية يقال فشج البعير إذا فرج بين رجليه للبول وفشج بالتشديد أشد من فشج بالتخفيف

قال النووي هذا الذي ذكرناه من ضبطه هو الصحيح الموجود في عامة النسخ وهو الذي ذكره الخطابي والهروي وغيرهما من أهل الغريب وذكره الحميدي في الجمع بين الصحيحين "فشجت" بتشديد الجيم وتكون الفاء زائدة للعطف وفسره الحميدي في غريب الجمع بين الصحيحين قال معناه قطعت الشرب من قولهم شججت المفازة إذا قطعتها بالسير وأنكر بعضهم اجتماع الشين والجيم وادعى أن صوابه "فشحت" بالحاء من قولهم شحا فاه إذا فتحه فيكون بمعنى تفاجت والصحيح ما قدمناه عن عامة النسخ

(وكانت لها ذباذب فنكستها) "ذباذب" أي أهداب وأطراف واحدها ذبذب بكسر الذالين سميت بذلك لأنها تتذبذب على صاحبها إذا مشى أي تتحرك وتضطرب و"نكستها" بتخفيف الكاف وتشديدها

(ثم تواقصت عليها) أي أمسكت عليها بعنقي وأملته عليها لئلا تسقط

(فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وأنا لا أشعر) أي ينظر إلي نظرا متتابعا

(وإذا كان ضيقا فاشدده على حقوك) بفتح الحاء وكسرها وهو معقد الإزار والمراد هنا أن يبلغ السرة

(وكان قوت كل رجل منا كل يوم تمرة فكان يمصها) بفتح الميم على اللغة المشهورة وحكى ضمها

(وكنا نختبط بقسينا) بكسر القاف والسين والياء المشددة جمع قوس أي نضرب الشجر بالقسي ليسقط ورقه فنأكله

(حتى قرحت أشداقنا) "قرحت" بكسر الراء أي تجرحت من خشونة الورق وحرارته

(فأقسم أخطئها رجل منا يوما فانطلقنا به ننعشه فشهدنا أنه لم يعطها فأعطيها) أي أحلف أن رجلا منا أخطئ توزيع التمر وفاتته تمرته وظن القاسم أنه أعطاه فتنازعا في ذلك وشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها بعد الشهادة ومعنى "ننعشه" بفتح النون الأولى وسكون الثانية وفتح العين أي نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد وقال القاضي الأشبه عندي أن معناه نشد جانبه في دعواه ونشهد له

(حتى نزلنا واديا أفيح) هو بالفاء أي واسعا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015