وعمار بن ياسر من السابقين الأولين هو وأبوه وكانوا ممن يعذب في الله فكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليهم فيقول "صبرا آل ياسر فموعدكم الجنة" شهد المشاهد كلها ثم شهد اليمامة فقطعت أذنه ثم استعمله عمر على الكوفة
قال الحافظ ابن حجر وتواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم "أن عمارا تقتله الفئة الباغية" وأجمعوا على أنه قتل في جيش علي بصفين سنة سبع وثمانين وله ثلاث وتسعون سنة
(يهلك أمتي هذا الحي من قريش) أي طائفة من هذا الحي من قريش ففي رواية البخاري "هلاك أمتي على يد أغيلمة من قريش" و"أغيلمة" تصغير غلمة جمع غلام قال ابن الأثير المراد بالأغيلمة هنا الصبيان ولذلك صغرهم
ويحتمل أن يكون التصغير لضعف العقل والتدبير والدين قال الحافظ والمراد أولاد بعض من استخلف فوقع الفساد بسببهم فنسب إليهم
وقد أخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة رفعه "أعوذ بالله من إمارة الصبيان قالوا وما إمارة الصبيان قال إن أطعتموهم هلكتم [أي في دينكم] وإن عصيتموهم أهلكوكم" أي في دنياكم والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط وتتوالى الفتن
(لو أن الناس اعتزلوهم) شرط محذوف الجواب تقديره لكان أولى بهم أو "لو" للتمني والمراد باعتزالهم ألا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم ويفروا بدينهم من الفتن
(قد مات كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده) وفي الرواية الواحدة والسبعين "هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده وقيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده" قال العلماء معناه لا يكون كسرى بالعراق ولا قيصر بالشام بعد أن ينقطع ملكهما
(والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله) "لتنفقن" بضم التاء وسكون النون وفتح الفاء مبني للمجهول وفي الرواية الواحدة والسبعين "ولتقسمن كنوزهما في سبيل الله" وفي الرواية الثانية والسبعين "لتفتحن عصابة من المسلمين أو من المؤمنين كنز آل كسرى الذي في الأبيض" أي الذي في قصره الأبيض أو قصوره ودوره البيض
(لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق) قال القاضي كذا هو في جميع أصول مسلم "من بني إسحاق" قال قال بعضهم المعروف المحفوظ "من بني إسماعيل" وهو الذي يدل عليه الحديث وسياقه لأنه إنما أراد العرب وهذه المدينة هي القسطنطينية
(إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود) "الغرقد" شجر من نوع شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس قال الدينوري إذا عظمت العوسجة صارت غرقدة