(الحمد لله الذي أحياك لنا وأحيانا لك) معناه: الذي خلقك لنا، وخلقنا لك، وجمع بيننا في هذه الدار الدائمة السرور.
الرواية الحادية عشرة
(ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ ) كذا هو في الأصول "ما أدنى" وكان الظاهر أن يقول: من أدنى، ولكن لما كان السؤال عن الصفة عبر بـ "ما" والمعنى: ما صفته، أو ما علامة أدنى أهل الجنة؟ .
(كيف وقد نزل الناس منازلهم؟ وأخذوا أخذاتهم) بفتح الهمزة والخاء، وهو ما أخذوه من كرامة مولاهم، وحصلوه، أو يكون معناه: قصدوا منازلهم. ذكره القاضي عياض.
(أولئك الذين أردت) بتاء المتكلم، ومعناه: اخترت واصطفيت.
(غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها) أي اصطفيتهم وتوليتهم فلا يتطرق إلى كرامتهم تغيير.
(ومصداقه) بكسر الميم، معناه: دليله وما يصدقه.
الرواية الرابعة عشرة
(سئل عن الورود) أي عن ورود الأمم النار، وفيه يقول الله تعالى: {وإن منكم إلا واردها} [مريم: 71] باعتبار أن الكل سيمر بالصراط المضروب عليها، وإن لم يدخلها.
(نجيء نحن يوم القيامة عن كذا وكذا. انظر. أي ذلك فوق الناس) هكذا وقع اللفظ في جميع الأصول من صحيح مسلم، واتفق المتقدمون والمتأخرون على أنه تصحيف وخطأ.
ولعل أصلها نجيء نحن يوم القيامة على تل أو كوم فوق الناس، فلما خفي الحرف على الناسخ أو أمحى، عبر عنه هكذا وكذا، ثم فسره بقوله: أي فوق الناس، وكتب عليه "انظر" تنبيها على أن الكلام في حاجة إلى المراجعة، فجمع الناقلون الكل، ونسقوه على أنه من متن الحديث، كذا قال القاضي عياض: وتابعه عليه جماعة من المتأخرين. والله أعلم.
(فيتجلى لهم يضحك) التجلي الظهور وإزالة المانع من الرؤية، ومعنى "يتجلى لهم يضحك" أي يظهر وهو راض عنهم.
(ثم يطفأ نور المنافقين) روي بفتح الياء، وضمها، وهما صحيحان، يقال: طفئ النور يطفأ، من باب سمع، فنور المنافقين فاعل على رواية فتح الياء، ويقال: أطفأ النور يطفئ، ويبنى للمجهول "يطفأ" فنور المنافقين نائب فاعل.