(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه) بالجيم والذال، والمراد بالنواجذ هنا الأنياب، وقيل: المراد هنا الضواحك، وقيل: المراد بها الأضراس، وهذا هو الأشهر في إطلاق النواجذ في اللغة.

(فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة) قال الكرماني: ليس هذا من تتمة كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هو من كلام الراوي، نقلا عن الصحابة، أو عن غيرهم من أهل العلم وحققه الحافظ ابن حجر، فقال: قائل "فكان يقال" هو الراوي وأما قائل "ذلك أدنى أهل الجنة منزلة" فهو النبي صلى الله عليه وسلم. اهـ. وروايتنا العاشرة صريحة في ذلك، ففيها "إن أدنى أهل الجنة منزلة رجل ... " الحديث.

الرواية التاسعة

(فهو يمشي مرة ويكبو أخرى، وتسفعه النار مرة) "يكبو" أي يسقط على وجهه، و"تسفعه النار" بفتح التاء وسكون السين وفتح الفاء، معناه: تضرب وجهه وتسوده وتؤثر فيه أثرا.

(وربه يعذره) بفتح الياء وسكون العين وكسر الذال، يقال: عذره يعذره، أي يقبل عذره.

(لأنه يرى ما لا صبر له عليه) كذا هو في الأصول، في المرتين الأوليين، وأما الثالثة فوقع في أكثر الأصول "ما لا صبر له عليها" أي نعمة لا صبر له عليها، أي عنها.

(فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة) التقدير: فإذا أدناه منها بلغ به الرضا والسرور مبلغا كبيرا، فيسمع أصوات أهل الجنة، فيقول ... إلخ.

(يا ابن آدم. ما يصريني منك؟ ) بفتح الياء وإسكان الصاد، أي ما يقطع مسألتك مني؟ والصري القطع، وفي غير مسلم "ما يصريك مني" وكلاهما صحيح، فإن السائل متى انقطع من المسئول انقطع المسئول منه، والمعنى: أي شيء يرضيك؟ ويقطع السؤال بيني وبينك؟ .

الرواية العاشرة

(فتدخل عليه زوجتاه) قال النووي: هكذا ثبت في الروايات والأصول "زوجتاه" بالتاء، تثنية زوجة، بالهاء، وهي لغة صحيحة معروفة، وفيها أبيات كثيرة من شعر العرب. اهـ.

(فتقولان) هو بالتاء المثناة من فوق، ويخطئ فيه البعض، فيقوله بالياء، وذلك لحن لا شك فيه، قال الله تعالى: {إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} [آل عمران: 122] وقال: {ووجد من دونهم امرأتين تذودان} [القصص: 23] وقال: {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} [فاطر: 41] وقال: {فيهما عينان تجريان} [الرحمن: 50] ذكره النووي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015