(أحل عليكم رضواني) قال القاضي أنزله بكم والرضوان بكسر الراء وضمها وقرئ بهما في السبع
(إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما تراءون الكوكب في السماء) "كما تراءون" بحذف إحدى التاءين وأصله كما تتراءون زاد في آخر الرواية "كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي" وفي الرواية الثانية عشرة "إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم" قال النووي "دري" بضم الدال وتشديد الياء بلا همز ومثلها مهموز ممدود والثالثة بكسر الدال مهموز ممدود ثلاث قراءات في السبع وهو الكوكب العظيم وقيل سمي دريا لبياضه كالدر وقيل لإضاءته وقيل لشبهه بالدر في كونه أرفع من باقي النجوم كالدر أرفع الجواهر
وقال وقوله "كما تراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب" هكذا هو في عامة النسخ "من الأفق" قال القاضي لفظة "من" لابتداء الغاية ووقع في رواية البخاري في الأفق قال بعضهم وهو الصواب قال وذكر بعضهم أن "من" في رواية مسلم لانتهاء الغاية وقد جاءت كذلك كقولهم رأيت الهلال من خلال السحاب قال القاضي وهذا صحيح لكن حملهم لفظة "من" هنا على انتهاء الغاية غير مسلم بل هي على بابها أي كان ابتداء رؤيته إياه رؤيته من خلل السحاب ومن الأفق قال وقد جاء في رواية "على الأفق الغربي"
ومعنى "الغابر" الذاهب الماشي أي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون وروى في غير مسلم "الغارب" وهو بمعنى ما ذكرنا وروى "العازب" بالعين والزاي ومعناه البعيد في الأفق وكلها راجعة إلى معنى واحد اهـ
والمعنى أن أهل الجنة تتفاوت منازلهم بحسب درجاتهم في الفضل حتى إن أهل الدرجات العليا ليراهم من هو أسفل منهم كالنجوم لتفاضل ما بينهم
(قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين) قال القرطبي "بلى" حرف جواب وتصديق والسياق يقتضي أن يكون الجواب بالإضراب عن الأول وإيجاب الثاني فلعلها كانت "بل" وقوله "رجال" خبر مبتدأ محذوف تقديره هم رجال أي تلك المنازل منازل رجال آمنوا وقوله "وصدقوا المرسلين" أي حق تصديقهم وإلا لكان كل من آمن بالله وصدق رسله وصل إلى تلك الدرجة وليس كذلك
وعند الترمذي "إن في الجنة لغرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقال أعرابي لمن هي يا رسول الله قال هي لمن آلان الكلام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام"
(إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة) قال النووي المراد بالسوق مجمع لهم