كانت امرأة حسناء" وقد أسندت الكلام للضرائر لأنهن في العادة يختلقن مثل هذا ولأن حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش كانت من الخائضين وكان الحامل لها على ذلك كون عائشة ضرة أختها

(قالت قلت سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا) زاد الطبري "وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم ورسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي رواية ابن إسحاق "فقلت لأمي غفر الله لك يتحدث الناس بهذا ولا تذكرين لي" وفي رواية "فقلت لأبوي أما اتقيتما الله في؟ وما وصلتما رحمي؟ يتحدث الناس بهذا ولم تعلماني" وفي رواية "فاستعبرت فبكيت فسمع أبو بكر صوتي وهو فوق البيت يقرأ فقال لأمي ما شأنها؟ فقالت بلغها الذي ذكر من شأنها ففاضت عيناه فقال أقسمت عليك يا بنية إلا رجعت إلى بيتك فرجعت"

(قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم ثم أصبحت أبكي) "لا يرقأ" لا ينقطع و"لا أكتحل بنوم" استعارة للسهر وفي رواية "فخرت مغشيا عليها فما استفاقت إلا وعليها حمى بنافض فطرحت عليها ثيابها فغطيتها" وفي رواية "فألقت علي أمي كل ثوب في البيت

(ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق أهله) "استلبث الوحي" أي أبطأ ولبث ولم ينزل وفي رواية "وكان إذا أراد أن يستشير أحدا في أمر أهله لم يعد عليا وأسامة"

(فأما أسامة .... فقال يا رسول الله هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا) أي هي العفيفة اللائقة بك قيل عبر عن عائشة بالجمع "هم" لإرادة تعظيمها

(وأما علي بن أبي طالب فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير وإن تسأل الجارية تصدقك) وفي رواية الواقدي "قد أحل الله لك وأطاب طلقها وانكح غيرها" وسنوضح في فقه الحديث موقف علي من هذه القضية

(قالت له بريرة والذي بعثك بالحق إن رأيت عليها أمرا قط أغمصه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله) في رواية "فأرسل إلى بريرة فقال أتشهدين أني رسول الله قالت نعم قال فإني سائلك عن شيء فلا تكتميه قالت نعم قال هل رأيت من عائشة ما تكرهينه؟ قالت لا" وفي رواية "فانتهرها بعض أصحابه فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي رواية "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي شأنك بالجارية فسألها علي وتوعدها فلم تخبره إلا بخير ثم ضربها وسألها فقالت والله ما علمت على عائشة سوءا"

و"إن" في قولها "إن رأيت عليها أمرا قط" نافية أي ما رأيت عليها مما تسألون عنه شيئا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015