بكر أسلمت وأسلم أبوها قديما مات مسطح سنة أربع وثلاثين وقيل سبع وثلاثين وكانت أمه من أشد الناس عليه حين تكلمه مع أهل الإفك كان هو وأمه من المهاجرين الأولين وكان أبوه مات وهو صغير فكفله أبو بكر لقرابة أم مسطح منه
(فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا) "عثرت" بفتح الثاء و"تعس" بفتح العين وكسرها لغتان ومعناه "عثر" وقيل هلك وقيل لزمه الشر وقيل بعد وقيل سقط بوجهه خاصة و"المرط" بكسر الميم كساء من صوف وقد يكون من غيره وظاهر هذه الرواية أن عثرة أم مسطح كانت في العودة بعد التبرز لكن في رواية للبخاري "أنها عثرت قبل أن تقضي عائشة حاجتها وأنها لما أخبرتها الخبر رجعت كأن الذي خرجت له لا تجد منه لا قليلا ولا كثيرا" وكذا في رواية ابن إسحاق "قالت فوالله ما قدرت أن أقضي حاجتي" وفي رواية "فذهب عني ما كنت أجد من الغائط ورجعت عودى على بدئي" وفي رواية "فأخذتني الحمى وتقلص ما كان مني" قال الحافظ ابن حجر ويجمع بينهما بأن معنى قولها "وقد فرغنا من شأننا" أي من شأن المسير لا قضاء الحاجة اهـ
(قالت أي هنتاه) بإسكان النون وفتحها والإسكان أشهر قال صاحب النهاية وتضم الهاء الأخيرة وتسكن ويقال في التثنية هنتان وفي الجمع هنات وهنوات وفي المذكر هن وهنان وهنون ولك أن تلحقها الهاء لبيان الحركة فتقول يا هنه وأن تشبع حركة النون فتصير ألفا فتقول يا هناه ولك ضم الهاء الأخيرة فتقول يا هناه أقبل قالوا وهذه اللفظة تختص بالنداء ومعناه يا هذه وقيل يا امرأة وقيل يا بلهاء كأنها نسبت إلى قلة المعرفة بمكايد الناس وشرورهم
قال ابن أبي جمرة يحتمل أن يكون قول أم مسطح هذا عمدا لتتوصل إلى إخبار عائشة بما قيل فيها وهي غافلة ويحتمل أن يكون اتفاقا أجراه الله على لسانها لتستيقظ عائشة من غفلتها عما قيل فيها أي لتدافع عن نفسها
وفي رواية "فقالت لها إنك لغافلة عما يقول الناس" وفيها "إن مسطحا وفلانا وفلانا يجتمعون في بيت عبد الله بن أبي يتحدثون عنك وعن صفوان يرمونك به" وفي رواية "أشهد أنك من الغافلات المؤمنات" وفي رواية للبخاري "فنقرت لي الحديث" أي أعلمتنيه وفي رواية للطبراني عن عائشة قالت "لما بلغني ما تكلموا به هممت أن آتي قليبا فأطرح نفسي فيه"
(قلت أتأذن لي أن آتي أبوي ... فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم) في رواية "فقلت أرسلني إلى بيت أبي فأرسل معي الغلام"
(فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس فقالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما كانت امرأة وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها) في رواية "يا بنية خففي عليك الشأن" وفي رواية "حظية" أي محظية رفيعة المنزلة وفي رواية "ما