الأولى أن زمنها كان شديد الحرارة فالجهاد فيها كبير الأجر لما فيها من المشقة
ثانيا أن ميدانها بعيد يحتاج سفرا طويلا
الثالث أن طريقها صحراء ومفازة مهلكة
الرابع أن عدوها كبير العدد والعِدد والشوكة
الخامس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستخدم التورية بموعد ومكان هذه الغزوة كما كان يفعل بل جلا الأمر وصرح به للمسلمين ليأخذوا الأهبة
"جلا" بتخفيف اللام أي كشف وبين وأوضح
السادس أن كثرة المسلمين الخارجين تجعل من الصعب كشف المتخلف إذ لم يكن هناك ديوان يحصى من حضر ولا من غاب مما يسمح للمنافقين بالتقاعس ويوجب على المجاهد المخلص أن لا يتخلف لأنه يتعامل مع الله العليم الخبير قال كعب "والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله عز وجل فقل بفتح الفاء والقاف وتشديد اللام أي فبعض من تسول له نفسه بالغياب يظن أن غيابه لا ينكشف قال القاضي عياض هكذا هو في جميع نسخ مسلم وصوابه "أن لا يظن" بزيادة "ألا" وفي رواية البخاري "فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أن سيخفي له" وفي ملحق الرواية "وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بناس كثير يزيدون على عشرة آلاف ولا يجمعهم ديوان حافظ"
السابع أن موعد هذه الغزوة كان مناسبا إذ كانت الثمار قد طابت ويمكن حمل الأزواد منها "فأنا إليها أصعر" بضم العين أي أميل وفي مسند أحمد "وأنا أقدر شيء في نفسي على الجهاز وخفة الحاذ" أي وخفة الحال
(وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم ... إلخ) بيان لسبب عدم خروجه معهم وأنه الكسل وعدم التوفيق ولا شيء سواه
(ولم أقض من جهازي شيئا) بفتح الجيم وكسرها أي أهبة سفري
(حتى أسرعوا وتفارط الغزو) أي حتى تقدم الغزاة فسبقوا وفاتوا
(يحزنني أني لا أرى لي أسوة إلا رجلا مغموصا عليه في النفاق) أي متهما به مطعونا عليه في دينه وقيل معناه مستحقرا يقال أغمصت فلانا إذا استحقرته
(ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ تبوك) قال النووي في أكثر النسخ "تبوكا" بالنصب وكذا هو في نسخ البخاري وكأنه صرفها لإرادة الموضع دون البقعة
(فقال رجل من بني سلمة حبسه برداه والنظر في عطفيه) بنو سلمة قوم كعب