-[المباحث العربية]-

(إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله) جواب "إذا" "يقول" الله، ولفظ "قال" مزيد مكرر، أعيد ذكره، وأصل الكلام: إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تبارك وتعالى.

(تريدون شيئا أزيدكم؟ ) الكلام على حذف همزة الاستفهام، والمراد من الشيء أنواع النعيم، والسؤال لاستنطاق الشكر منهم.

(ألم تبيض وجوهنا) الاستفهام للنفي دخل على نفي، ونفي النفي إثبات أي بيضت وجوهنا.

(وتنجنا من النار) بضم التاء وفتح النون وتشديد الجيم المكسورة، وحذف الياء للجزم، عطفا على المجزوم قبله.

(فيكشف الحجاب) بالبناء للمعلوم، والفاعل ضمير مستتر يعود على الله سبحانه وتعالى.

(فما أعطوا) مترتب على المضارع، فينبغي أن يكون مضارعا، والتقدير: فيحسون أنهم ما أعطوا في جنتهم شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل.

-[فقه الحديث]-

أجمع أهل السنة على وقوع رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، وزعمت المعتزلة والخوارج وبعض المرجئة استحالة رؤية خلقه له في الدنيا والآخرة.

قال النووي: وهذا الذي قالوه خطأ صريح، وجهل قبيح، وقد تظاهرت أدلة الكتاب والسنة وإجماع الصحابة، فمن بعدهم من سلف الأمة على إثبات رؤية الله تعالى في الآخرة للمؤمنين، ورواها نحو من عشرين صحابيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآيات القرآن فيها مشهورة، ثم مذهب أهل الحق أن الرؤية قوة يجعلها الله تعالى في خلقه، ولا يشترط فيها اتصال الأشعة، ولا مقابلة المرئي، ولا غير ذلك، ولكن جرت العادة في رؤية بعضنا بعضا بوجود ذلك على جهة الاتفاق، لا على سبيل الاشتراط، وقد قرر أئمتنا المتكلمون ذلك، بدلائله الجليلة، ولا يلزم من رؤية الله تعالى إثبات جهة، تعالى الله عن ذلك، بل يراه المؤمنون لا في جهة كما يعلمونه لا في جهة. اهـ.

والآيات التي أشار إليها الإمام النووي هي:

1 - قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 22 - 23] عن عكرمة "تنظر إلى ربها نظرا" وعن الحسن "تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنظر" وقول المخالفين: تنظر الثواب، أي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015